شرم الشيخ سياحة عصرية وبدوية!!

تعتبر شرم الشيخ من أحدث مناطق الاستجمام والاسترخاء في العالم، منذ فترة لا تزيد عن عشر سنوات لم تكن شرم الشيخ في قائمة المناطق السياحية الشيقة، وكان زوارها هم من محبي الغطس والغوص، ولا غيرهم. ولكن في خلال السنوات العشر الماضية، تغير الوضع وتحولت شرم الشيخ، القرية المصرية الساحلية في شبه جزيرة سيناء، على البحر الأحمر، إلى مدينة صاخبة، ليس برجال الأعمال أو بالمعارض والتجارة، بل بالسياح الذين يبحثون عن الملجأ الذي يجد فيه السائح الشفاء النفسي والتجديد الروحي للنفس القلقة والعقل المتعب. تحول كبير هذه المدينة الساحلية الصغيرة، بدأت بفندقين وبعض المساكن المعروضة للإيجار الأسبوعي والشهري، والتي تمتد على مسافة خمسة عشر كيلومتر، على خليج يسمى خليج نعامة. وفي خلال عشر سنوات أصبح فيها 150 فندقا، بعضها خمس نجوم وهي ليست من الفنادق ذات الأبراج العالية، بل إن أغلب الفنادق هي من ذوات الأدوار القليلة، ولكن أكثرها صممت على أن تكون منتجعا، أي أن الفندق ذاته يغني السائح عن البحث عن المتعة والاستجمام في مكان آخر، فالفندق فيه جميع وسائل الترفيه، سباحة بحرية أو في برك السباحة المتنوعة والكبيرة ذات الشلالات التي تسقط الماء رذاذا، أو بشدة، على السائح الذي يمكنه قضاء يوم كامل في هذه البرك الكبيرة والمتصلة بالبحر في بعض الفنادق، وهناك المطاعم الفخمة والتي تسعد السائح بما تقدمه من مأكولات شرقية وغربية، إضافة إلى المقاهي والملاهي التي يحتار السائح في الاختيار بينها، فهي متعددة النشاطات، من ركوب الخيل أو لعب التنس، أو ملاهي الأطفال، إلى التزلج على الماء، أو الغطس أو الغوص أو الرحلات المائية للتمتع بالثروات المائية والطبيعية التي يمكن للسائح ان يشاهدها في البحر وهو على قاربه الزجاجي. السياحة بحرا وجبلا !! السياحة إلى شرم الشيخ تقدم فرصة أخرى، يقبل عليها الكثير من السواح الغربيين والمسيحيين بالذات، حيث يتوفر الاستجمام الديني في كنيسة سانت كاترينا، التي تبعد عن شرم الشيخ نحو 200 كم أو ثلاث ساعات فقط بالأوتوبيس، وهي من أقدم الكنائس في العالم، فقد أنشئت في القرن السادس الميلادي، وقامت هذه الكنيسة على سفح جبل سيناء، حيث تقول الأسطورة إنها بنيت في ظل الجبل الذي أوحي فيه إلى موسى عليه السلام. وليس هذا فقط بل إن السائح أيضا يشاهد الشجرة المحترقة التي يقال إن موسى ذهب إليها ليجد تبليغه وتكليفه بالرسالة إلى فرعون وبني إسرائيل. وهذه الشجرة والتي يقال إن عمرها 8000 سنة هي مقصد السياح والزوار، بمن فيهم مسلمين ومسيحيين ويهود. وقد زارها مؤخرا رئيس وزراء بريطانيا توني بلير في زيارته السياحية لمصر. والكنيسة تعتبر مزارا سياحيا، فهي محافظة على شكلها الأول الذي بنيت به، كما أنها لا تزال تحتفظ بنفس التقاليد الكنسية القديمة بالانعزال والاستقلال والاكتفاء الذاتي. بل إنها تحتوي على 52 غرفة يمكن لمن يرغب في النوم أن ينام، ويقدم له أيضا وجبة طعام واحدة وتكلفة الإقامة مع الأكل في هذه الكنيسة المعزولة أقل من خمسين دولارا لليلة الواحدة. ويستخدم هذه الغرف العديد من السائحين الذين يرغبون في تسلق الجبل (جبل سينا) ليلا، حيث يقال إن موسى تلقى الوحي عليه. اختيار رئيس وزراء بريطانيا إن هذه المنتجع السياحي هو الذي جعل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعائلته يقضون خمسة أيام بعيدا عن السياسة. كان يبحث عن مكان يستجمع فيه قواه ويستعيد فيه النشاط ويمسح تعب السياسة، وكانت الوصفة هي قضاء خمسة أيام في منتجع شرم الشيخ. مخيمات البدو إن سكان سيناء الأصليين هم من البدو الرحل، الذين ينتمون إلى قبائل عربية في الجزيرة ومصر والشام، ولم يتركوا سيناء في الحروب التي دارت فيها، بل عاشوا أيضا تحت الاحتلال اليهودي لشبه جزيرة سيناء والتي دامت من 67 الى 73 حيث تم انسحاب إسرائيل منها بعد الحرب وصفقة السلام مع إسرائيل. ويشارك البدو في تقديم برامجهم السياحية الخاصة، والتي تعجب الغربيين والأوربيين خاصة، إذ تعد لهم مكاتب السياحة في مصر برامج لزيارة البدو في مخيماتهم وشرب الشاي معهم، وركوب الجمال، وأكل اللحم المشوي والخبز البلدي الذي يعمله بدو الصحراء على الفحم في العراء، وفي الليالي، حيث يتجمع السياح يتمتعون بمشاهدة النجوم البراقة في سماء الصحراء الصافية. الغوص وإذا كانت الصحراء والمخيمات ليست من اهتمامات السائح فإن منطقة شرم الشيخ تعتبر أفضل منطقة على الإطلاق في العالم للغوص فيها، ففيها جمال الطبيعة البحرية البكر، والتي يمكن للسائح بقليل من الجهد أن يتعلم فن الغوص، فهناك أكثر من 80 موقعا في المنطقة لتعليم الغوص والغطس، ويمكن استئجار وسائط الغوص أو شراؤها حسب رغبة السائح. وهي متعة بحرية لا تفوت الكثيرين من السياح لمنطقة شرم الشيخ. الأسعار حسب الموسم إن الفنادق في شرم الشيخ متنوعة وعديدة، ويستطيع السائح مهما كانت ميزانيته أن يتمتع بكل ما يتمتع به الآخرون، ولكن قد يتحصل السائح بقليل من المال على كثير من الامتيازات، فعليه أن يبحث عن العروض العديدة والتي تنخفض أسعارها حسب الموسم والإقبال السياحي. وموسم الهجرة الأوربية إلى هذه المنطقة تكون طوال فترة الشتاء والخريف، حيث إنها من أجمل المشاتي للأوربيين، ويقل الإقبال عليها في الصيف بسبب الحرارة الشديدة في المنطقة. ???