سعد البواردي .. فاشل يأكل التراب!!
الشاعر والكاتب السعودي الكبير سعد البواردي واحد من أبرز وجوه الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية، وكان له فضل كبير في إثرائها لمدة طويلة من الزمن. البواردي كغيره ممن عاقروا النجاح، كان لا بد له أيضا أن يعاقر الفشل بغض النظر عن صورته وهيئته ومجاله. يقول البواردي إنه فشل في التعرف على الخطوط الحمراء عندما أصدر مجلة الإشعاع لتغلق ويريح ويستريح !!. وفي حياة البواردي مواقف طريفة قادت إلى الفشل مثل سرقة محتويات شقته في بيروت من قبل مسلحين اعتبروا أنه بورجوازي يستحق العقاب!. الدولار والدينار يبدو أن الفشل المادي هو قدر المثقفين، فالبواردي فشل أن يكون تاجرا، بل حتى تويجرا كما يقول، فقد تكبد خسائر فادحة في تجارة العقار، بل وأكثر، قاده حظه العاثر إلى شراء دولارات مزورة من مصرف في بلد عربي كادت تطيح بسمعته لولا اكتشاف أطراف اللعبة. فشل آخر يضعه بين يدي محتال أوهمه بأنه مقاول، واستطاع أن يسحب منه مبلغا من المال بعد أن أرضى غرور شاعرنا، وتغزل طويلا بعبقريته الفذة وشاعريته التي لا تجارى، الغريب أن هذا الموقف الذي تعرض له في لبنان لم يردعه، بل أوقعه من جديد في يد محتال آخر، لكن في القاهرة هذه المرة، وبنفس الطريقة الإنشائية المعمارية!!. الفشل رفيق طفولة يقول سعد البواردي إنه والفشل صديقان منذ الطفولة، فقد كان يعاف ما لذ وطاب من المآكل، ويأكل التراب وبشهية جنونية أيضا، ثم يلاحقه الفشل في دراسته عندما يتوقف عن الدراسة عند حدود المرحلة الإعدادية بسبب الظروف المادية، الحياة العملية لم تكن أحسن حالا، فقد طرد من أول وظيفة شغلها. على الصعيد الأسري، فشل البواردي في طبخ الأرز كما يقول، الأهم أنه فشل في إقناع حماته أن تدع زوجنه باللحاق به حيث يعمل، وكانت سببا في فشل أول تجربة زواج في زيجاته الثلاث!!.