الأسئلة الغبية تستحق إجابات سخيفة!!
أعجب أحد الحكماء بطريقة عيش القردة وقدرتهم على تنظيم شئون حياتهم، وتمنى لو أنه يعرف لغتهم ليقابل ملكهم، ويتعرف منه على أصول الحكم في عالم القرود، وقال في نفسه: لو تعلمت لغة القرود فلابد أني سأعرف الكثير مما لا يعرفه بنو الإنسان، ولذا بدأ في محاولة للتعرف على لغة القرود وأخذ يتعلمها. بعد أن أتقن لغة القرود طفق الحكيم يبحث عن الملك لكي يقابله ويتحدث معه، وشاهد العديد من القرود في بحثه عن ملك القرود، غير أنه اكتشف في حواراته مع عامة القرود التي قابلها أنها ليست ذكية وليس لديها اهتمامات عالية. تمكن من أخذ موعد مع ملك القرود، ورغب في إجراء المقابلة، ولكنه كان في نفس الوقت مقتنع أن ملك القرود لن يكون مختلفا عن بقيتها في محدودية ذكائه وتفكيره. استعد للمقابلة بأن أعد أسئلة متدرجة من السهولة للصعوبة، وقال سأعرف من إجابة الملك عن هذه الأسئلة أن كنت استمر معه أم لا؟ وفى المقابلة سأل الإنسان ملك القرود ما هي الشجرة؟ فأجابه ملك القرود بأن الشجرة هي الشجرة وهى التي نتأرجح عليها نحن القرود. وطرح السؤال الثاني على الملك قائلا: وما فائدة الموز؟ أجابه الملك: إنه طعام. ووجه له السؤال الثالث: كيف تسعد الحيوانات نفسها؟ كان جواب ملك القرود: تفعل ما يعجبها وما يرضيها. عندها أدرك هذا الرجل أن إجابات ملك القرود كانت ضحلة، وليس فيها من جديد ولا ذكاء. فغادر مجلس الملك حزينا على الجهد الذي بذله، ولم يصل معه إلى ما كان يطلبه. تعجب طائر البوم الذي كان على شجرة بجوار مجلس الملك وضيفه، فقال: ماذا كان يريد ذلك الرجل منك يا صاحب الجلالة؟ فأجابه ملك القرود بأن هذا إنسان عبيط آخر، جاء وسألني أسئلة سخيفة ليس لها معنى، فأجبته إجابات سخيفة ليس لها معنى على قدر أسئلته.