شمس هرب من الموت إلى القبر!!
كان شمس الدين يمشي الهوينى بمفرده على طريق قريته الترابي، وعندما أصبح بمحاذاة حائط مقبرة، وبينما كان يفكر في بعض أموره الخاصة إذ به يرى من على بعد مجموعة فرسان على أحصنتهم قادمين إليه، ارتاب في أمرهم وأصابه الخوف، فهو لا يعرف أيا منهم، وربما كانوا عصابة تخطف الناس ليبيعوهم عبيدا للآخرين، أو قد يكونون لصوصا يسعون إلى سرقة ما عنده من نقود قليلة، وقد يصل الأمر بهم إلى تجريده من ملابسه، أو قد يكونون جند السلطان قدموا ليجندوا شباب البلد لحرب يريد بها السلطان حماية ملكه أو زيادة ماله، لم يدر ماذا يفعل، ولكن الخوف تملكه فما كان منه إلا أن قفز حائط المقبرة ونزل في قبر ومدد نفسه بداخله، وشعر بأن الفرسان لا يزالون يتبعونه، فقد سمع أصواتهم في المقبرة، وبقليل من الجهد وجدوه في القبر ممدا يرتعش خوفا، قالوا له ماذا بك؟ ولماذا أنت هنا في القبر؟ لم يرغب أن يثير غضبهم بإجابة غير حكيمة، فقلبه لا يزال الخوف يملؤه، على الرغم من أنه اقتنع أنهم ليسوا كما اعتقد عصابة أو لصوصا أو جند السلطان كما كان يظنهم . ابتسم شمس قائلا: سبحان الله إنها صدفة عجيبة حقا فأنا هنا بسببكم وأنتم هنا بسببي!!