نقولا زيادة مؤرخ تسعيني
الأديب والمؤرخ الفلسطيني الكبير نقولا زيادة? واحد من أعمدة التأريخ، فقد نال شهادة الدكتوراه في عام 1950، وكانت رسالته عن (سوريا في العصر المملوكي الأول)، وله العشرات من الكتب كان أولها كتاب بعنوان (رواد الشرق العربي في العصور الوسطى)، ومنذ ذلك الحين وصلت دراساته التاريخية الموسوعية نحو أربعين كتابا (منها اثنان بالمشاركة) بالعربية، وستة كتب بالإنجليزية، وترجم ستة كتب عن الإنجليزية، وكتابا عن الألمانية ،ومع ذلك فهو يرى نفسه فاشلا، صحيح أن فشله ليس من النوع المثير كما يقول، لكنه فشل على أي حال. أحببت خالتي !! قد يكون هذا أول فشل طفولي في حياة نقولا زيادة، وهو فشل مع سبق الإصرار والترصد، فقد كان فشلا عاطفيا من نوع غريب، لم لا ومن أحبها كانت خالته؟! يقول نقولا زيادة عن هذا الحب الطفولي الطريف كنت في السادسة من عمري عندما أحببت خالتي، حتى أنني شعرت بالغيرة عندما خطبت، وظل هذا الشعور يطاردني حتى فسخت خطبتها بعد أربع سنوات، مما أفرحني جدا، لكن ينتهي الحب إلى مأساة عندما تمرض حبيبته بوباء الكوليرا ليكون لها ممرضا وملازما حتى فارقت الحياة بين يديه. الفشل الثاني في حياته كان أنضج، وإن كان لا يعتبره فشلا كبيرا، فقد أحب فتاة وتواعدا على الزواج، غير أن أمها فضلت أن تزوجها لابن أختها دون أن تعارض الفتاة. أنا كاتب فاشل الفشل الكبير والغريب في حياة الأديب، هو ألا يتقن صناعة الأدب، خاصة بعد أن عركته الأيام وتجاوز التسعين من عمره، فقد جرب كتابة القصة القصيرة لكنه فشل في ذلك، وهو الأديب الكبير. لكن الفشل الغريب في حياة نقولا زيادة، هو فشله في أن يقنع الكثيرين في المغرب العربي أنه مسيحي، فحجتهم في ذلك أنه لا يمكن للمسيحي أن يستشهد بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، بل إن الفقيه التطواني أحد علماء المغرب ذهب إلى أبعد من ذلك، فقد كان يذكره أمام أصحابه باسم الشيخ نقولا !!.