ساعة لبيتك .. ساعة لعملك

يفشل كثير من الناس في التوفيق بين إنتاجهم في العمل ومشاركة أسرهم وأطفالهم وقتا طيبا في البيت، ومتى حقق الإنسان النجاح في هذه المعادلة فقد تساعده كثيرا في شحن قوته وتجديد نشاطه بشكل رائع. (فيندور خوسلا) المدير العام في شركة ( كليندر بيركينز كوفيلد آند باريز) بولاية كاليفورنيا، استطاع ومن خلال تجاربه التغلب لحد ما على هذه الظاهرة حيث طلب من سكرتيره الخاص أن يقدم له تقريرا شهريا عن عدد المرات التي ذهب فيها إلى البيت لتناول العشاء مع عائلته. (خوسلا) لديه أربعة أبناء تتراوح أعمارهم من7-11 عاما ويحب قضاء الوقت معهم وهو ما يدفعه للذهاب إلى البيت واعتبار أن العمل يمثل إحدى هواياته ليس أكثر. فشركته الخاصة به يمكنها في رأي (خوسلا) أن تقوم بوضع معايير لقياس الأمور ذات الأفضلية أو الأسبقية. ويقضي(خوسلا) حوالي 50 ساعة في العمل على مدار الأسبوع، ويمكنه على حد تعبيره أن يعمل مائة ساعة بشكل سهل جدا كل أسبوع، لكن لا بد له في النهاية أن يرجع إلى المنزل في وقت محدد لتناول العشاء مع أسرته وأولاده. ويقول (خوسلا) عندما أكون مع عائلتي أغلق هاتفي الجوال، وأتخلص من جهاز النداء Pager الخاص بي قبل ذلك بوقت مناسب، وهدفي ألا يقل عدد مرات ذهابي إلى المنزل عن 25 مرة كحد أدنى على مدى أيام الشهر، بينما أعرف من زملائي في نفس العمل إذا استطاعوا الحضور للعشاء في منازلهم خمسة أيام في الشهر يكونون محظوظين. ومع هذا النظام الذي أحرص عليه- والحديث لا يزال لـ خوسلا- لا أشعر بأنني أقل إنتاجية من هؤلاء الزملاء. وينصح (خوسلا) كل محب للعمل أن يجعل عمله أكثر متعة وأكثر إيجابية بأن يأخذ من وقته قسطا خارج نطاق العمل ليستمتع بأشياء أخرى، وإن مراجعة المرء تصرفاته خلال كل شهر تعني أنه لا ينساق مع كثافة العمل ناسيا نفسه، وعندها سيعرف المرء مباشرة إذا كان برنامج عمله يتناسب مع الأمور الأخرى ذات الأفضلية بالنسبة له أم لا. فتنظيم الوقت والتوفيق بين العمل وسائر الأولويات الأخرى وخاصة مشاركة الأسرة واللعب مع الأبناء أمر في غاية الحيوية لمن ينشد حياة أفضل.