ثلاث خطوات بسيطة لعلاج الغضب

يعتبر الحزن والغضب والانفعال أحد مسببات الامراض، ويرجع كثير من أمراض القلب تحديدا الى هاتين الحالتين، ولكن ما العمل ليتحاشى الانسان هذه المنغصات التي عادة لا يبحث عنها بل هي التى تبحث عنه، فالإنسان بطبيعته لا يحبذ الوقوع تحت تأثير أي من هذه الحالات، ، ولكن يبدو أن الأمر خارج عن إرادة الإنسان، وقد قامت Ochsner Clinic in New Orleans بإجراء بحث على 500 شخص تعرضوا لازمات قلبية كان من بينهم 13 ? يتصفون ويحملون الاستعداد النفسي للغضب والانفعال، مما جعلهم أساسا أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض القلبية من غيرهم. وتم إعداد برنامج علاج لهؤلاء الـ (500) مريض لمدة 12 أسبوعا تم خلالها معالجتهم جسديا وغذائيا ورياضيا ونفسيا، وقد نجح ذلك البرنامج العلاجي نجاحا كبيرا، وتحسنت أحوال الجميع، ولكن الملاحظ أن تحسنا كبيرا طرأ على أولئك الذين لديهم الاستعداد للانفعال والغضب بشكل واضح عن غيرهم، أي أن الاشخاص الذين كان لديهم الاستعداد النفسي للغضب والانفعال كانوا أكثر من غيرهم قبولا للعلاج، وقد كانت الأساسيات التي قام عليها ذلك البرنامج الناجح متمثلة في ثلاث نقاط: 1-الرياضة تم الاهتمام بالرياضة المنتظمة ، ولا يعني ذلك الرياضة الكثيرة أو المجهدة، بل حتى أن المشي العادي أو السباحة أو التمرينات الرياضية لمدة ثلاثين دقيقة فى اليوم كانت كافية. 2-أن تكون له علاقة حميمة مع الآخرين ومع الأهل بالذات ، فالإنسان مخلوق اجتماعي يعيش فى نسيج المجتمع، وعيشه منفردا بنفسه أمر مناقض لطبيعته وعقله ونفسه، فالإنسان يحتاج دوما إلى صديق و أخ أو زوجة يبوح لأحدهم بما يعتلج في صدره من مشاكل أو هموم أو أسرار، إن البوح وطرح المشاكل الشخصية أمام صديق يطمئن له هو علاج بذاته وتنفيس عن الذات التي تغلي من الداخل. 3-أن يتعود الانسان على النأمل والتفكر والانصراف فى فكره إلى أمور روحانية لفترة منتظمة، وهذه تحققها العبادة والصلاة، فالإنسان يجب أن تكون له علاقة حسنة مع الله، ويرجع إليه فى كل ضائقة، ويتحدث إليه ويطلب منه المساعدة، فهذا الشعور بقرب الإنسان إلى كائن قوي وقادر ورحيم، ويمنح النفس الاطمئنان والراحة، وهذا خير علاج، وهو ما يبحث عنه الطبيب للمريض.