الرياضة والتجارة..كلنا في التنافس سواء!!

يستطيع المرء من خلال متابعة المدرب العالمي جون سميث أثناء تدريبه لأبطال العالم في سباقات العدو المختلفة مثل موريس غرين بطل العالم في سباق 155 مترا، وحامل الرقم القياسي في سباق 60 و100 متر، وكذلك جون درمند حامل الميدالية الفضية لأولمبياد 1996م في سباق 400 متر يستطيع المرء أن يتعلم أمورا حياتية أخرى لم يكن يدركها إذا لم تقده قدماه إلى تدريبات هذا البطل البالغ من العمر 49 عاما والحائز على لقب (العداء العالمي) عام 1979، والذى ساهم في عام 1996 في إنشاء وكالة (HIS) الرياضية التي تتخذ من يرفين في ولاية كاليفورنيا مقرا لها. مضمار السرعة وعلى مدى السنوات التي اعقبت اعتزاله اللعبة، ألقى سميث دروسا للعالم وللأبطال الدوليين تركت انطباعات هامة جدا لدى الأشخاص الذين يعملون في المجال التجاري ممن يرغبون الفوز في سباق أعمالهم وبوجه خاص في مضمار السرعة في مجال الإنترنت. ولكي نتعرف على الطريقة التي تستطيع من خلالها الشركات التجارية والعاملون فيها أن يتحركوا بشكل أكثر فعالية وأن يزيدوا من سرعتهم في أداء أعمالهم، فعلينا اتباع طريقة سميث الذي أعلن الحرب على الوقت، حيث يطمح من العداء العالمي في اختراع طريقة جديدة للسباق من أجل تحطيم العوائق الجسدية والنفسية التي تحرم عدائي العالم من تحقيق أحلامهم وتحرمهم أيضا من الطيران بسرعة الريح. إيقاف الزمن وفي هذا الصدد يقول سميث: (إننا نحاول حقا أن نوقف الزمن، فقطع مسافة 100 متر في 10 ثوان لن تجلب لك الشهرة، ولكن قطعها في زمن قدره 9.97 سيجلب لك تلك الشهرة،وكل الأمور التي نحن بصددها الآن هي من أجل تجميد وإيقاف الوقت، فالشخص الذي يقترب من الصفر في الزمن الذي يحققه هو الشخص الرابح). ومن أجل المنافسة في سباق السرعة في الإنجاز حيث لا تكون هناك حدود للسرعة، حدد جون سميث خمس قواعد لإيقاف الزمن تتلخص في التالي: أولا: من أجل أن تسرع فيجب عليك أن تأخذ الوقت الكافي المطلوب: ولتوضيح الفكرة، قام دروموند بتحدي غرين في سباق 100 متر، حيث تمكن الأخير من الفوز في الأمتار القليلة الأخيرة من السباق. توزيع القوة ولكن كيف نجح غرين في التغلب على دروموند ؟ يجيب جون سميث بقوله: (لقد أخذ غرين وقته الكافي فسبقه بفارق زمني بسيط مقداره0.05 من الثانية، حيث نجح في توزيع قواه على فترة السباق كلها وعلى كل مراحلها، ولا شك أن كل إنسان بحاجة إلى خطة من أجل السباق). وفي هذا السباق نجح سميث في أن يوزع القوة للمتسابق على طول السباق، الطاقة المتبقية وتمكنغرين من استغلال بعض الطاقة المتبقية من أجل الأمتار الأخيرة في السباق، وقام سميث بتقسيم سباق الـ100 متر إلى خمس مراحل: -لحظة ردة الفعل وهي لحظة الانطلاق. -مرحلة الجري حيث يدفع المتسابقون بقوتهم الحركية في اتجاه المسار. -تبديل السرعة حيث يقوم المتسابقون بزيادة السرعة شيئا فشيئا مثل السيارة تقريبا. -السرعة القصوى وهي تأتي في آخر أمتار السباق. -عملية ضبط السرعة وحركة النهاية حيث يكون المتسابق في آخر عشرة أمتار فاقدا السيطرة تماما على عضلاته، ولكن إذا وزع قواه على السباق بشكل صحيح فلن يفقد المتسابق السيطرة على عضلات جسمه. واستطاع غرين أن يأخذ وقته الكافي ولم يكن مندفعا خلال المراحل الخمس السابقة محافظا على سرعته لذا ربح السباق. ويتعرض العداؤون لخطورة كبيرة في منتصف السباق، ويعتقد المشاهدون أنه يجب على المتسابقين الركض أسرع حتى النهاية، لكن رغبات المشاهدين تظل سينمائية جدا.. ثانيا: اجعل من منافسك شريكا لك: يضطر اللاعبون في سباق المسافات الطويلة أن يكونوا زملاء درب، لكن هذا الأمر لا ينطبق على اللاعبين في سباقات المسافات القصيرة مثل 400 200 100 متر، حيث تحدث أمور كثيرة بين اللاعبين قبل المباراة، فمثلا يعلن أحدهم إلى المتسابقين الآخرين..سأنتظركم في خط النهاية وغيرهامن الأمور التي تثير الأعصاب وتحطم النفسيات. وغرين وبولدون ودروموند جميعهم من أفضل وأكبر العدائين العالميين في سباقي 100 متر و200 متر وهم دائما في صراع مستمر لكنهم في حقيقة الأمر أصدقاء حميمون. ثالثا أعمل على تقوية نقاط ضعفك: لكل عداء نقاط ضعف من الضروري العمل على تقويتها من أجل الوصول إلى مرحلة متقدمة في مجال التنافس الحاد على الوصول إلى خط النهاية وكسب السباق، وعليك أولا تحديد مناطق ضعفك وبالتالي العمل جاهدا على تقوية هذه النقاط متبعا الوسائل والطرق السليمة، ومنها أن تكون قادرا على إدراك أنه بالعزم والتصميم كل شيء يكون مسخرا بين يديك، كما يجب أن تضع كل إمكانياتك واهتمامك في البحث وتطوير هذه الوسائل من أجل الوصول إلى مستوى رفيع. رابعا: تحرك بسرعة وسيبطئ الوقت: إن عملية زيادة السرعة مطلوبة بشكل أساسي في آخر السباق أي عند خط النهاية، وتثبت الحسابات الدقيقة الرقمية لزمن حركة القدم من الوراء إلى الأمام أنه من الممكن للمتسابق أن يقدم سرعات مذهلة إذا ما تم التدريب وفهم توزيع القوى على كامل زمن السباق، ويؤكد سميث في هذا الصدد أن التوتر والشد العصبي يفقد اللاعب السيطرة على حركة جسمه، والعداؤون الفائزون هم الذين يستطيعون السيطرة على حركتهم وعلى أعصابهم. خامسا : اخسر الجولة كفائز في المبارة: كل إنسان معرض للخسارة مهما بلغت قوته ونشاطه، وهكذا حيث يؤدي كل منا دوره ويقوم بالتدريب الجيد والصحيح والكافي، ويأتي شخص آخر ليتغلب عليه فهذا يعني أن ذلك الشخص لديه إمكانيات أكثر من التطوير مستخدما الطرق العلمية التي أهلته للفوز. ولا بد أن تعرف أنه إذا قمت بواجبك وشعرت برضا عن نفسك فهذا يجعلك تربح في المنافسات التالية.