من أجل مستقبل في أفضل عليك أن تطور ذاتك
إن الاحتفاظ بنمط مستمر لتطوير الذات، أو تعليمها هومفتاح التغلب على التقلبات المستمرة التي يعاني منها عالمنا اليوم، من أجل تحقيق ذلك فإن هناك ست خطوات رئيسية وضعها الباحث (ستيف سميث) على الشكل الآتي: أولا: اتخذ معلما أو مرشدا: والمقصود بالمعلم شخص عارك حياة وخبرها ويجب أن تتوفر فيه المزايا التالية: أ - حدد من هو الشخص الذي ترى لديه الاستعداد الكافي لكي يكون معلما لك ويتمتع بالكفاءات التي تنقصك، وبالمعرفة والخبرة بأمور المؤسسة، ويمتلك قدرات تدريبية وتطويرية بدرجة كفاءة عالية. ب - إمكانية التقاء هذا المعلم وجها لوجه، لشرح أحلامك وتطلعاتك وشرح أسباب اختيارك له، وإذا رفض ابحث عن البديل. ج - اعقد معه اتفاقا توضح فيه الأمور التي تتطلع إلى تحقيقها وتأكد من اتفاقكما على احتياجات كل منكما لترسيخ العلاقة، وكيفية العمل معا. ر - قم بتنظيم مواعيد اللقاء كي تتجنب التأجيل أكثر من مرة والإصابة بالإحباط. و - حاول أن تستفيد من معلمك في التعرف على نقاط الضعف والقوة لديك، وأن يمدك بخلفيات عن محيط العمل، ويساعدك على التفكير بأسلوب جديد عن طريق زيادة الوعي والقدرة على الاستيعاب لديك، بالإضافة إلى ارشادك لما يتعين عليك القيام به لتطوير مستقبلك الوظيفي، وإمدادك بالنصائح والتعليمات الواجب اتباعها في تعاملك مع الأمور داخل المؤسسة. ثانيا قم ببناء شبكة معلومات: وهذا يعني أن تتكلم مع الآخرين بغرض الحصول على معلومات ونصائح وإرشادات تساعدك في تطوير ذاتك وإمكانياتك ومن أجل ذلك عليك اتباع ما يلي: أ - قم بتطوير شبكة معلوماتك عن طريق انتهاز كل الفرص المتاحة أمامك للالتقاء بالآخرين سواء في مؤتمرات أو اجتماعات وما إلى ذلك، كما يتوجب عليك لقاء الخبراء العاملين داخل المؤسسة، والاتصال بزملائك السابقين وأصدقائك وجيرانك، والاستعداد لأخذ زمام المبادرة في التعرف على الآخرين. ب - حافظ على الشبكة بوضع نظام خاص بك تستطيع من خلاله ترتيب بيانات الاتصال بالآخرين بطريقة سهلة حتى يمكنك الرجوع إليه بسهولة، واحتفظ بمفكرة لتدوين ملاحظاتك على مصادرك وكن على علم بآخر تطوراتهم، وأرسل لهم بطاقات تهئنة في المناسبات المختلفة واتصل بهم من آن لأخر لإلقاء التحية، وقم بدعوتهم إلى المناسبات الاجتماعية والمؤتمرات. ج -عليك معرفة كيفية الاستفادة من الشبكة، بالبحث عن معلومات محددة أو علماء جدد، أو الاستطلاع فرص وظيفية جديدة، أو للاطلاع على مرجع ما إلى ذلك. ثالثا: تعلم كيف تتعلم: فالقدرة على التعلم لا تعد مهارة فحسب بل إحدى الأنشطة الإنسانية التي تتدرج في مراحل تطورها والتعلم الحقيقي لا يأتي بمجرد الخوض في تجربة ما، بل يأتي من تأملها والتفكير في عواقبها، ووضع نقاط رئيسة لكيفية التصرف في غيرها وطريقة التنفيذ، وقد عبر كلوب عن أربعة مراحل لعمليةالتعلم الناجحة وهي: حاول القيام بتجربة، راجع وقم بتحليل ما حدث، عمم النتائج وضع خطة بالمبادئ العامة، ضع التجربة في إطار التنفيذ. وقبل هذه المرحلة عليك أن تفكر مليا في الطريقة التي ترغب في أن تتعلم من خلالها، فعلى سبيل المثال: هل تفضل الجلوس والإنصات فقط، أو هل تحب أن تجرب بنفسك بغض النظر عن التعليمات، وهل تميل إلى فعل الأشياء بصورة جديدة كل مرة، أو ربما تحبذ التعامل مع المفاهيم والنظريات المجردة. رابعا: ارفع مستوى احترافك المهني: وكلمة احتراف لا تعني مجرد القيام بعمل ما في مقابل الحصول على مبلغ من المال، فهي تشمل أيضا مفهوم استخدام مستويات عليا من المعرفة والمهارة والكفاءة، ومن أجل رفع مستواك الاحترافي عليك أن تحدد المجالات التي يمكنها أن تحقق ذلك، ومن ثم تضع خطة عمل مناسبة ومعايير محددة تساعدك أن تقيس مدى التغيير الذي تحقق وإذا ما كان يتجه نحو الأفضل أم الأسوأ، وفي النهاية يمكنك أن تقرأ مدى احترافك لعملك في عيون عملائك وزبائنك، واحرص على أن تعرف كيف يتأثرون بها. خامسا: احصل على تفويض بالسلطة: والمقصود بالتفويض التوزيع المنظم لسلطة صنع القرار المدعومة بإطار سليم من المشاركة العملية من جانب الأفراد، وبالتالي التفويض بالسلطة ما هو إلا صورة من صور تقديم الدعم للآخرين كي يطلقوا العنان لطاقاتهم الإبداعية، والقاعدة الذهبية في ذلك تقول(لا تنتظر أحدا كي يعطيك السلطة ابحث عنها بنفسك) سادسا: ضع معايير لقياس نجاحك: فالقياس هو أحد أهم أدوات تطوير الذات، فكما أنه من الضروري أن تقيس وزنك عندما تتبع نظاما غذائيا، فمن الضروري أيضا أن تقيس مدى نجاحك وتقدمك، لترى هل يتوافق ذلك مع أهداف العمل أو مع بعض القدرات الخاصة المطلوبة له أم لا، وهناك بعض المعايير التي يمكنك استخدامها لقياس مدى نجاحك منها: أ - حدد أهم جوانب حياتك في العمل والعلاقات الإنسانية والقدرات الوظيفية، والصحة، والأمور المالية، والاهتمامات والهوايات وما إلى ذلك. ب - حدد المعايير اللازمة لكل جانب على حدة فمثلا ما هي الهوايات والاهتمامات التي تحب أن تمارسها بشكل دائم وثابت. ج - أجب على الأسئلة التالية: - هل هناك بعض الجوانب في حياتك ليس لها معايير ثابتة ؟ وهل تود أن تضع لها معايير. - هل هناك بعض الجوانب في حياتك تضع لها معايير مبالغ فيها، وبالتالي لا تحقق أي نتيجة، هل ترغب في التخلص من بعضها. - هل أنت راض عن أدائك الحالي بالمقارنة مع معاييرك، إذا كانت الإجابة (لا) إذن ما هي الجوانب التي تحتاج إلى الإصلاح والتعديل وما هو نوع الإصلاح المقترح؟ د- رتب معاييرك بحسب الأولوية ولكل جانب من جوانب حياتك ثم أضف إليها بعض الأهداف التي لا يزال يتعين عليك إنجازها. و - راجع ذلك بشكل دوري ومنتظم. سابعا: كن إيجابيا أمام نفسك: إن رؤيتنا لذاتنا تعتمد بصفة أساسية على تجاربنا وفهمنا لأنفسنا، وسواء كانت هذه الرؤية سلبية أم إيجابية، ففي كلتا الحالتين تؤثر على تصرفاتنا وعلى الطريقة التي نتعامل بها مع الأمور من حولنا، ولكن يمكن أن تكون إيجابيا مع نفسك من أجل ذلك عليك أن تتبع الخطوات التالية: أ - أبحث عن الصعوبات التي تضعها أمام نفسك، والتي تحول بينك وبين تحقيق أهدافك كالعادات والسلوكيات والمعتقدات التي تؤمن بها وتقف حجرة عثرة يعترض طريق نجاحك. ب - اتخذ الخطوات المناسبة كي تكون إيجابيا أمام نفسك وذلك عن طريق تحديد أهدافك على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ووضع نظاما لرؤيتك لذاتك عن طريق استخدام عناصر تعزيزية مثل تخيل حجم الإنجازات التي يمكنك تحقيقها. وحين تتأكد أن الأمور تسير على شكل حسن، شجع نفسك على مواصلة العمل، وحاول أن تضاعف من فترات راحتك النفسية وابحث عن الحلول المناسبة ولا تغرق نفسك في المشاكل والأعذار والتزم بمسؤولياتك ولا تكلف بها الآخرين، أو تنتظر أن يأتي إليك أحد ويخبرك بها، وثق أنك سترى الفرق. إن رؤية الإنسان لذاته هي إحدى أهم العوامل المؤثرة في أدائه وتفوقه، وهذه الأداة توجهك إلى الخطوات العملية اللازمة كي تقترب من ذاتك وتجعلها أكثر إيجابية في المستقبل.