التنافس في مواقع العمل:ظاهرة صحية بشروط!

النزاع والخلاف في مكان العمل أمر لابد منه لكن كيف يمكن للمدير أن يميز بين النزاعات المفيدة والنزاعات الضارة؟ يقول تقرير نشره د. ستيفن بيرجلاس، أستاذ علم النفس في مدرسة الطب في جامعة (هارفارد) في نشرة (آي. إن. سي) إن الشخص الذي يسعى للنزاعات والصراعات الضارة لا يكون هدفه صالح العمل بقدر ما يسعى لتحقيق مصلحة أو مكانة لنفسه. وعلى العكس من ذلك فإن الشخص الذي تكون نزاعاته من أجل مصلحة العمل وليس لأسباب شخصية يجسد نوع الصراع الصحي الذي يجب على إدارة المؤسسة أو الشركة تشجيعه. وإذا عجزت الإدارة عن إيجاد سبل لتشجيع مثل هذا النوع من الصراع الإيجابي البناء بين عاملين يختلفون في أفكارهم وفي رؤيتهم للعالم من حولهم، فإنه لن يكون مستغربا أن تعم الفوضى أو يترك العاملون النابهون الشركة أو المؤسسة. ويقول البروفيسور (بيرجلاس) إن السرعة التي تصل بها الأفكار الجديدة إلى مكان العمل اليوم تتطلب من الإدارة الاستجابة والتعامل مع تصورات تتعارض مع الوضع السائد. وإقناع العاملين معك بأنك تريد تشجيع الصراع البناء ليس مهمة سهلة لكن هناك خطوات قد تساعد في تحقيق هذا الهدف منها: - تشجيع الموظفين المبدعين القادرين على الإنجاز، ومنحهم فرصة التعبير عن مرئياتهم، خصوصا الموظفين الذين أمضوا في الشركة أو المؤسسة عدة سنوات. وضمان النقاش غير المقيد بين الأطراف المختلفة أمر ضروري. وما لم يجد أولئك الذين يعبرون عن آراء تتعارض مع الوضع السائد الحماية من أي إجراءات انتقامية فإن هذا يعني اضطرار الموظفين لمجاراة رأي الأغلبية أو ترك العمل والانتقال إلى مكان آخر. - المشاركة الجماعية حيث تشجع هذه المشاركة على التعبير عن أي أفكار ترد في الذهن. - من أكثر الممارسات ضررا الميل إلى مكافأة الموظفين لإظهارهم الولاء للشركة. فالناس عندما يتقدمون طواعية بفكرة أو تصور أو يساندون سياسة معينة أو يتبنون قضية، عندئذ فقط يكونون ملتزمين بها ويدافعون عنها. ويختتم د. بيرجلاس بالتذكير بنصيحة (مارك توين): ليس محبذا أن نفكر كلنا بالطريقة نفسها. فالاختلاف في الرأي هو الذي يجعل الحصان يركض.