القيادة و الإدارة..هل بينهما فرق!

عندما تسير السفينة في نهر هادئ فإنه من السهل على قائدها أن يكون فعالا حتى في ظل الاختلافات الفردية بين الطاقم والركاب. ولكن عندما تخرج السفينة إلى محيط مضطرب الأمواج تتقاذفها الرياح من كل جانب، فتهيج الدنيا، وتتسابق السفن، ويتطاحن الطاقم بالركاب، وتبدأ المياه في غزو السفينة من خلال الثقوب الجديدة، ويفكر بعضهم في ترك السفينة، ويكتئب الآخرون. فإننا نحتاج إلى قيادة أكثر مما نحتاج إلى إدارة للقيام بالمهام الجديدة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن القوانين والقرارات واللوائح لا تكفي في إحداث التغيير، فالمنظمات (بطيئة في التغيير) ومطلوب لها قادة لهم رؤية لحشد الطاقات وتوجيهها نحو مستقبل أفضل. فما هو الفرق بين الإدارة والقيادة؟ الإدارة تتمثل في ثلاث توجهات أو مسارات أساسية هي: - التخطيط ووضع الموازنات: مثل وضع برامج زمنية لتنفيذ التزامات محددة واتخاذ اللازم نحو التنفيذ. - التنظيم وتهيئة القوى البشرية: مثل تصميم الوظائف وتوصيف القوى البشرية التي تلائم تلك الوظائف وتسكين الأفراد وتفويض السلطات. - الرقابة وحل المشكلات: متابعة الأنشطة والتعرف على الانحرافات عن الخطط الموضوعة واتخاذ الحلول المناسبة. هذه العملية الإدارية تحدث نظاما ويصبح من الممكن التنبؤ بما سيحدث في المنظمة، وهذه العمليات تساعد على ضبط العمل بالنسبة للوقت المحدد وفي ضوء الميزانية. أما القيادة فهي: - تحديد الاتجاه: الرؤية الاستراتيجية. - تعبئة أعضاء المنظمة: وأصحاب المصالح المختلفة خلف الرؤية والاستراتيجيات. - تحفيز الموظفين وتشجيعهم: من أجل تحقيق الرؤية بصرف النظر عن المعوقات. إن العملية الإدارية تحدث تغييرات جوهرية في المنظمة، إنها تساعدها على مواءمة متطلبات البيئة. -وفي النهاية يتحقق الهدف الأسمى لكل منظمة من خلال المعادلة التالية: جاذبية شخصية+ قيادة إلهامية+ استثارة عقلية+ اهتمام فردي= دافع أقوى وأداء إيجابي .