توجيهات للمدرب الجديد:كيف تصبح مدربا ناجحا ؟

أهلا وسهلا بك في عالم التدريب، وأتمنى لك كل توفيق ونجاح في رحلتك المهنية الممتعة. إنك في اعتقادي إنسان محظوظ لأنك اخترت مجالا من أكثر المجالات متعة وحيوية. ولمساعدتك على الإبحار في هذا المجال الممتع اخترت لك أفضل النصائح والتوجيهات التي تعلمتها من تجاربي وممارستي العملية ودراساتي المهنية وقراءاتي في التعليم والتدريب خلال الخمس والعشرين سنة الماضية. والواقع أن هذه التوجيهات تمثل أفكارا وتجارب ثمينة للغاية، يمكنها أن تثري حياتك المهنية وقد تمثل نقطة تحول في الطريقة التي تفكر فيها. ولا تستغرب إذا وجدت أن بعض الممارسين المحترفين في مجال التدريب والتنمية البشرية قد يفاجؤون وهم يختلسون النظر إلى هذه التوجيهات، وذلك أن أفضل المدربين يحتاج إلى التذكير وتنشيط الذاكرة حول هذه الأساسيات. وبالإضافة إلى ذلك ابتعدت في هذه التوجيهات قدر الإمكان عن الإغراق في الأمور النظرية وركزت فقط على التوجيهات العملية التي سيكون لها أثر كبير على أدائك التدريبي. وفيما يلي اثنا عشر توجيها أتمنى أن تجعل حياتك المهنية أكثر فعالية ومتعة وسهولة: أولا:عليك بالإعداد، الإعداد، الإعداد: تعتبر هذه النقطة القاعدة الرئيسة لأي مجهود تدريبي جيد، ولذلك يجب ألا تستهين بالتخطيط والاستعداد لكل شيء حول برنامج التدريب مسبقا، كما يحب. على المدرب الناجح -ابتداء من الملاحظات الاستهلالية وحتى مرحلة التقويم- أن يتنبأ كيف يمكن لكل جزء من الأجزاء المكونة للمنهج أن يتوافق مع الأجزاء الأخرى، ويجب التدرب على مواد التدريب ومحتوياته، وجدول الأعمال، والتمارين، والملاحظات وكافة المكونات الأخرى وفحصها ثم إعادة فحصها قبل بدء الدورة. كذلك ينبغي أن يكون للمدرب خطة طوارئ. فعلى سبيل المثال اتضح من تجربتي أن الحصص الزمنية التي يقدرها المدرب لمختلف وحدات الدورة غير دقيقة، ومن يجب أن يكون المدرب قادرا على القيام بعمل تعديلات في مواد الدورة ومحتوياتها والتمارين المصاحبة. والواقع، أن مدى استعدادك يبرهن على احترامك للمشاركين وإعطائهم أقصى درجة من الاعتبار وتقدير وقتهم الثمين. وبالإضافة إلى ذلك يعطي التحضير الجيد والاستعداد الملائم انطباعات جيدة لدى جميع المتصلين بالعملية التدريبية من مشاركين ومديرين ومشرفين ومسؤولين وغيرهم، كما يعزز من ثقة المدرب في نفسه ويجعله ممسكا بزمام المبادرة، ويخلصه من مشاعر الإحباط والشعور بالنقص أو العجز في تحقيق أهداف التدريب. ثانيا: وضع أهداف الدورة: يجب على المشاركين أن يعرفوا ماذا يتوقعون من الدورة، كما يجب أن يكونوا واضحين فيما يتعلق بالهدف النهائي للبرنامج. على سبيل المثال، إذا كانت الدورة التدريبية مخصصة للإشراف الإداري، فعلى أي مستوى من المستويات سوف يتم تقديم المعلومات: المستوى التمهيدي، أم الأوسط أم المتقدم؟ وبالنسبة لأنواع السلوك أو المهارات، ما هو السلوك أو المهارة الجديدة والمميزة التي يمكن توقعها كنتيجة للتدريب؟ يجب دائما أن تكون أهداف الدورة واضحة، ويجب أن يشترك جميع المتدربين في فهمها. وعند وجود غموض ما يمكن للمشاركين أيضا المساعدة في تحديد الهدف وتعريفه. ويمكن القيام بذلك في أثناء تقويم الاحتياجات، أو من خلال الممارسة التعاونية والمناقشات عند بداية الدورة. إن الهدف المحدد من شأنه توفير مزيد من التعليم المثمر. فإذا كان الهدف غير معروف أو كان موسعا بدرجة كبيرة، فسوف يستهلك المشاركون طاقة عقلية ضائعة في محاولة لتخمين ما الشيء المهم. ومن ثم عوضا عن ذلك، يجب توجيه هذه الطاقة نحو فهم محتويات البرنامج. إن معرفة النقاط الرئيسة التي ستغطيها الدورة يعتبر وسيلة فعالة في توضيح أهداف الدورة. ويمكن الإعلان عن هذه النقاط ونشرها في الحقيبة التدريبية على شكل جدول للمحتويات أو في ورقة منفصلة أو أمام كل وحدة، أو في التمارين المصاحبة. ويجب أن توضح هذه النقاط بجلاء ماهية المعرفة أو المهارة الجديدة التي يتوجب اكتسابها نتيجة للتدريب. ثالثا: أشرك المتدربين إشراكا كاملا في عملية التعلم: لاشك أنك تعرف الفرق بين التدريس والتعلم. التدريس هو الجهد الذي يصرفه المعلم في الشرح والتوضيح وتمكين فهم المادة، ولكن التعلم عملية مختلفة تماما تمثل دور المتعلم في الفهم والاستيعاب وهضم محتويات المادة. وبناء على ذلك قد يمارس المعلم أفضل أنواع التدريس ولكن لا يتم التعلم، وقد يحدث التعلم بدون جهد يذكر من المعلم...إلخ. وفي المفهوم الحديث للتدريب يتولى المتدرب كامل المسؤولية لتعلمه، ويقر معظم خبراء التدريب بأنه يتوجب على المتعلمين أو أعضاء مجموعة المتدربين أن يلعبوا دورا فعالا في عملية التعلم الخاصة بهم. وبصفة عامة، فإن المتدربين وهم عادة من كبار السن لا يحتفظون بالمعلومات مالم تتوفر لهم الفرصة ليتعلموا بالتجربة والنقاش الفعال والمشاركة الجادة، أو يستخرجوا مضمون الدرس بأنفسهم. ويمكنك أيضا أن تبرهن على كفاءة التدريب، عن طريق إيجاد وسيلة تمكنهم من استخدام المعلومات الجديدة في أثناء الدورة، ويمكن ذلك عن طريق الإجابة عن الأسئلة وحل التمرينات الجماعية، والغوص في أعماق المضامين التي تهدف الدورة إلى تحقيقها. وبالإضافة إلى ذلك يؤدي إشراك المتدربين في الدورة إلى تعزيز القدرة على التذكر وذلك أن وجود بيئة مشجعة من التعلم يسمح للمشاركين بتحمل المسؤولية في أدائهم للمهمات التي يكلفون بها. والواقع، عندما يكون المتدرب مسؤولا مسؤولية تامة عن موضوع تعلمه وتفعيل مشاركته، فإننا بذلك نسلط الضوء على أهم عنصر في العملية التدريبية: أي على المشارك. يجب عليك، في أي وقت تستخدم الأنشطة أو التمارين التي تهدف إلى تشجيع التعلم، أن تتأكد من أن أسئلتك وتوجيهاتك واضحة وجلية. وإليك أدناه بعض الطرائق التي تجعل من دورتك دورة تفاعلية تشجع على التعلم: ? وفر العديد من الخيارات اطلب من المتدربين المشاركة في عمل بعض القرارات الخاصة بالدورة. أشركهم مثلا في توقيت أجزاء الدورة، وفي اختيار طريقة الجلوس وفي اختيار رؤساء المجموعات، يمكن أن تكون هذه الخيارات فردية ويمكن استعمال التصويت عند الحاجة. ? اطلب متطوعين بدلا من معالجة كافة التفصيلات في الدورة والقيام بها بنفسك، اطلب من المشاركين مساعدتك في ذلك. اطلب من أحد الأشخاص مثلا أن يكتب على خريطة أو جدول. اطلب من ثان القيام بمسؤولية توقيت الدورة (أي تذكير الآخرين بالفترات الزمنية) ومن ثالث كتابة الأسماء ومن رابع تقديم رؤيته لحل التمرين...إلخ. ? صمم أنشطة التدريب بحيث تكون تفاعلية وجماعية وزع المشاركين على مجموعات واجعلهم يتنافسوا مع بعضهم بعضا أو مع مجموعات أخرى. ? لاحق المتدربين بالأسئلة وهناك مجموعات من التمارين التفاعلية التي يشترك فيها المتدربون ولها علاقة بنوع الأسئلة التي تطرحها بما في ذلك الألعاب، ولعب الأدوار، وتقديم التجارب الشخصية، والمعاينات، والاختبارات المعملية والمناقشات والندوات والرحلات الميدانية. يمكنك القيام بذلك شفهيا أو بوضع جدول أو مخطط للأسئلة المكتوبة، وعليك بالأسئلة التي تشجع على التفكير والتذكر والتعبير عن الرأي (مثل أسئلة لماذا). رابعا: راجع جدول الأعمال واعمل به: لابد أن يكون هناك جدول أعمال للدورة يوضح بجلاء الموضوعات ومواقيتها، فهذا يسهل على المتدربين معرفة الأوقات الخاصة بالعمل والراحة والغذاء. ولابد من المحافظة على جدول الأعمال قدر الإمكان مع بعض التعديلات التي قد تكون ضرورية. وعليك بعدم المبالغة في الدقة. فمثلا جدول دقيق للأعمال قد لا يكون ضروريا (على سبيل المثال فترة راحة عند الساعة 23:10 صباحا)، ومن الأفضل البقاء لمدة 10 دقائق ضمن الأحداث التي تم التخطيط لها. والواقع أن الالتزام بالجدول، بصفة عامة، يبين لك معرفة كيفية السيطرة على نفسك، وعلى المجموعة والوقت المخصص للدورة. ويقوم بعض المدربين بتضمين جدول الأعمال في نشرات الدورة، أو بوضعه على شكل ملصق كبير داخل غرفة التدريب أو في مدخلها. خامسا: شجع على طرح الأسئلة: تعتبر الأسئلة الموجهة من المشاركين جزءا لا يتجزأ من أي مجهود تدريبي ناجح. ويجب على المدرب أن يبين بشكل متكرر عند بداية الدورة وفي أثنائها أنه يرحب بطرح أي نوع من الأسئلة. كما يجب على المدرب أيضا أن يتوقف بين فينة وأخرى ويحث المشاركين على طرح الأسئلة، وسوف يتفاوت بالطبع عدد المرات التي تتوقف عندها من أجل تلقي الأسئلة استنادا إلى مدة الدورة وسعتها، ولكن يجب المحافظة على هذا الأمر باستمرار. والواقع أن الأسئلة تعتبر مؤشرا إيجابيا بالنسبة لك، فهي الوسيلة التي تنجح بها في إيجاد جو مفتوح ومشجع من التعلم. وعندما يوجه المشاركون أسئلتهم ، فإنهم يظهرون تعبيرهم بأنهم في وضع مريح وفي بيئة دراسية إيجابية. ومن المهم بالنسبة لهم أن يكونوا في وضع كهذا؛ نظرا لأن ذلك هو المجال الذي يتحقق فيه أقصى قدر من التعلم واكتساب الخبرات. وعلى العكس من ذلك عندما يسود القلق أو التوتر تقل مشاركة المتدربين وتختفي أسئلتهم. وهناك فائدة أخرى بالنسبة لك وللمشاركين، وهي أن الأسئلة تساعد في تذكيرك بالمعلومات التي قد تكون أغفلتها. فأحيانا عندما تنتهي من التحضير بشكل مكثف، قد تنسى أو تغفل بعض التفاصيل. وحقيقة الأمر أن المدرب عادة يعرف الكثير عن موضوع بعينه بحيث لا يستطيع تضمين كل معلوماته في برنامج واحد. وفي مثل هذه الحالة، يمكن لأي سؤال من الأسئلة أن يعمل كحافز لبعض النقاش. إن أكثر الميزات وضوحا في جو مفتوح هو استطاعتك أن تعرف بسهولة فيما إذا كان المستمع يستوعب المعلومات التي يتلقاها. فإذا كانت الأسئلة ترتبط بصورة متسقة بالمضمون الذي كنت تعتقد أنه قد تم تقديمه بوضوح، فإنك قد تكون في حاجة إلى زيادة في الشرح والتوضيح لتلك الوحدة. كيف تقوم بانتزاع الأسئلة من الدارسين؟ ماذا يحدث إذا أعلنت وكررت بصوت مرتفع أنك ترحب بالأسئلة والتعليقات، ولكن المشاركين يستجيبون لإعلانك بنظرات جوفاء خالية من أي معنى؟ هناك عدد من الحلول لهذه المشكلة. اطلب من مجموعة من المشاركين أن يعملوا معا لوضع ثلاثة أسئلة أو أكثر، خصوصا بعد تقديم جزء معين أو معقد من الدراسة. يمكنك أيضا تعيين أحد الأركان في الغرفة، حيث يقوم المشاركون بكتابة الأسئلة على ملصقات خاصة بالملاحظات (تقوم أنت بتأمينها) ثم تثبيتها على الجدار. وهذا من شأنه مساعدة أولئك الذين يشعرون بحرج شديد في الكلام في أثناء الدورة، كما يمكنك استرداد الملاحظات أثناء الاستراحة. ويحتمل أن يكون أكثر الأساليب تأثيرا هو المكافأة الفورية لأول شخص يطرح سؤالا. ويكون ذلك بمنزلة مقابلة سؤاله بابتسامة عريضة أو كلمة تشجيع أو نوع من الإطراء له على شجاعته وريادته. إن الطريقة التي تجيب بها عن الأسئلة- خصوصا السؤال الأول- تعتبر مهمة جدا. سوف يلاحظ المشاركون مدى استجابتك وليس مجرد مضمون إجابتك، بل موقفك أيضا من السؤال والإجابة. هل أنت بصفة عامة تشعر بسعادة وأنت تقوم بعملية الشرح، أو أنك تعتقد ذلك نوعا من الاعتراض والمقاطعة؟ إذا كانت استجابتك يكتنفها بعض الأنفة والترفع أو الانزعاج فسوف يزداد التوتر ويقل معدل المشاركة واستيعاب محتويات الدورة. ويمكنك استخدام الأسماء عند شكرك للمشاركين. كما يمكنك أن تخطو نحو صاحب أي استفسار، وأن تجعل نظرك يلتقي بنظره ثم تبتسم وتعيد طرح السؤال على الحضور بحيث يمكن لأي فرد متابعة إجابتك، ويمكنك في الوقت نفسه التحقق من فهمك للسؤال. سادسا: عليك باستعمال أساليب مبدعة في الافتتاح والختام: يقال أن الانطباع الذي نتركه لدى الآخرين لأول مرة على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة، وفي عملية التدريب، فإن أولى الكلمات التي تقولها تعتبر جزءا حاسما من الانطباع الأول الذي تتركه على المشاركين. وإن ما تقوله منذ البداية سوف يهيئ المسرح لبقية معلوماتك. ويمكنك وضع تصور أو توقع، بالنسبة لك وللمشاركين، لتفاعل إيجابي مثمر، فإذا كنت قد عولت على الاستفادة من حب الاستطلاع وتبادل الاحترام اللذين ينشآن كنتيجة طبيعية في اللحظات القليلة الأولى، يمكنك تحريك مستمعيك وقيادتهم بكل مهارة خلال عملية التعلم دون أن تضطر إلى خوض معارك جانبية من أجل فرض سلطة أو لفت انتباه أو مشاركة. يجب العمل على إثارة المشاركين فورا. ولا يعني ذلك أن افتتاحية الدورة ينبغي أن تكون دراماتيكية- خصوصا إذا كان ذلك لا يتمشى مع أسلوبك الشخصي في التدريس- ولكن ينبغي أن يكون هناك شعور بالمشاركة. ومن خلال افتتاحيتك يجب إقناع المشاركين بأن الدورة ستمزج بين التثقيف والتعليم والمتعة. وإليك أدناه بعض النقاط التي يمكن أن تحرك الجو وتترك انطباعات مثيرة وجيدة في اللحظات الأولى من الدورة: - حكاية نادرة. - سؤال مثير. - نكتة أو طرفة. - إحصائية. كذلك، فإن اختتام الدورة على نحو فعال يعتبر حيويا للتأثير الكلي على المشاركين. ويجب أن تستخدم لهذا الغرض بيانات ختامية لتلخيص الهدف الرئيس للبرنامج، ويمكنك الابتعاد عن إغراق المشاركين في التفصيلات في نهاية الدورة، وعوضا عن ذلك، حاول عرض الهدف الرئيس- ليس العديد من الأهداف، بل الهدف الرئيس- بطريقة ملائمة ولافتة للنظر. ويمكن أن تستخدم حكاية طريفة، أو شريط فيديو، أو تمرينا أو أي أسلوب إبداعي آخر لتوجيه إثارة المشاركين نحو ما كان ينبغي عليهم تعلمه. سابعا: وجه الدورة نحو احتياجات المشاركين: إن المشاركين يرغبون في معرفة مدى ارتباط الدورة باحتياجاتهم. وعليكم بعمل تقويم لتحديد رغباتهم وتوقعاتهم. ويمكنك فعل ذلك حتى ولو كانت الدورة إلزامية، وأن المشاركين يجبرون على الحضور بدون رغبة كاملة منهم. وتساعدك الإجابة عن الأسئلة التالية على ربط الدورة بحاجات المشاركين وتسخيرها لتحقيق أهدافهم: - لماذا اختاروا هذه الدورة؟ - ما هي دوافعهم للمشاركة؟ - هل هم راغبون بالفعل في موضوع الدورة أم أنه ينبغي عليك تحفيز اهتماماتهم؟ - ما مقدار المعرفة والمعلومات المتوفرة لديهم حول الموضوع قبل الدورة؟ - ما مقدار المعرفة والمعلومات المتوقع اكتسابها بعد نهاية الدورة؟ - هل هناك بنود أومحتويات في الدورة ذات اهتمام خاص للمشاركين. - ما نوع اللغة التي يستخدمونها في بيئة العلم؟ (هل هناك أي عبارات أو مصطلحات سوف تساعدك في إلقاء الدورة من وجهة نظرهم)؟ يجب عليك بكل اهتمام أن تستغل جزءا من وقتك لتتعرف على مستمعيك، ويمكنك القيام بذلك من خلال تقويم للاحتياجات قبل أن تبدأ الدورة. فإذا كان ذلك غيرممكن، ينبغي عليك استخلاص هذا النوع من المعلومات في بداية الدورة بطريقة تبادلية منتظمة قبل أن تبدأ في تقديم المضمون. وسوف يقدر المشاركون بكل تأكيد رغبتك في تحقيق الاستفادة من وقتهم استفادة مثمرة وربط الدورة باحتياجاتهم الخاصة. ثامنا: عليك بزيادة عملية تبادل المعلومات بين المشاركين: يجب إتاحة الفرصة للمشاركين وتشجيعهم للاجتماع مع بعضهم بعضا، كما يجب تصميم طرائق للتدريس بحيث تمكن الجميع من تحقيق أكبر قدر من التعارف والعلاقة وتبادل المعلومات، وتقدم النقاشات والمحادثات والعمل في مجاميع واختيار الوسائل المناسبة لتحقيق هذا الغرض. وفي الغالب يؤدي حضور الدورة إلى استمرار العلاقات الإيجابية وتبادل المعلومات والتعاون بين بعض المشاركين بعد نهاية الدورة وخصوصا إذا جاءوا من جهة أو مؤسسة واحدة. تاسعا: استخدام الأساليب السمعية والبصرية المتنوعة: تزداد القدرة على الإدراك والتذكر بصورة مثيرة عند استخدام المساعدات البصرية كالشفافيات والأفلام والشرائح في برامج التدريب. فإلى جانب إضافة التنوع وتعزيز عملية التعلم، يمكن للوسائل البصرية الجيدة الإعداد تعزيز صورتك المهنية لدى المشاركين وزيادة فعالية التعلم. وتعتبر البدائل الأخرى للمحاضرات مثل النقاش الجماعي والعمل في مجاميع صغيرة، ولعب الأدوار والألعاب ضرورية أيضا لتعلم الكبار. ويحتاج الكبار إلى مناقشة المشكلات، واكتشاف الحلول، وممارسة المهارات المتنوعة من أجل زيادة قدراتهم على الإدراك والتذكر إلى الحد الأقصى. عاشرا: امسح المرافق مسبقا: يجب التأكد قبل الدورة من أن كل شيء جاهز لبداية دورة ناجحة. وعليك وضع قائمة بالمكونات والعناصر التي يجب توفرها وبأنها تعمل وفي حالة جيدة. يجب على سبيل المثال فحص الأنوار، والأقلام، وأجهزة الكمبيوتر، ( البرامج والمعدات)، وآلات التصوير، والأجهزة السمعية، والكراسي، والطاولات، والجداول أو الخرائط، والوثائق ووسائل التعليم وذلك قبل بدء الدورة. ويمكنك فحص معظم هذه المكونات في اليوم السابق للدورة، ولكن يجب أن تتأكد أيضا من فحصها في صباح اليوم الذي تبدأ فيه الدورة. إن أي عطل، خصوصا إذا كان عائقا، يمكن أن يتحول إلى كارثة بالنسبة إلى برنامجك وسمعتك. الحادي عشر: اهتم بمظهرك الخارجي: جاء في الأثر إن الله جميل يحب الجمال فعلاوة على المسؤولية الدينية للاهتمام بالمظهر على مستوى شخصي تذكر بأنك قدوة للآخرين وأن أي إهمال لمظهرك قد يثير التساؤل لدى الآخرين هل هذا الإهمال ينسحب على دورتك التدريبية؟ تصور أنك تأخذ دورة وهناك روائح غير جيدة تنبعث من المدرب أو مقدم الدورة، أو لباسه مبتذل أو تبدو عليه القذارة...إلخ ما هو موقفك؟ الثاني عشر: حول المعرفة إلى مهارة: كيف ستضمن أن المشاركين يطبقون عمليا ما تعلموه؟ إن التدريب لا يتوقف عندما تنتهي دورتك. ويجب عليك كمدرب محترف أن تركز على حث المشاركين على مواصلة عملية التعلم خارج الفصل الدراسي وتطبيق ما تعلموه عمليا. اربط المشاركين بكتب معينة ومراكز مخصصة، وذكرهم بأن التعلم والمراس هو موقف إنساني مستمر لمن أراد الفائدة، ولا سبيل في عصرنا إلى التوقف عند مستوى معين من المعارف أو المهارات.