المدير بين النجاح والفشل

يعرف بعض الأخصائيين الإدارة بأنها تعني أولئك الذين عليهم مسؤولية التنظيم أو التخطيط أو الإشراف أو الرقابة في القسم الذي يشرفون عليه أو تلك الفئة التي تملك حق إصدار القرارات إلى من هم تحت إشرافهم. بينما يرى آخرون الإدارة من خلال وظائفها أنها عملية تنسيق وتوفيق بين العناصر البشرية وغير البشرية لتحقيق أهداف موضوعة مسبقا. إذا فهناك عنصران مهمان هما العنصر البشري وغير البشري. فالعنصر البشري يحتاج إلى عناية فائقة. فالإنسان ليس مثل الآلة فهو كائن ذو مشاعر وأحاسيس فهو يتأثر بما حوله. ومتى وجد الإنسان الرعاية والاهتمام أعطى كل مالديه وبذل كل طاقته في سبيل تحقيق أهداف المنشأة. وكلما شعر بالظلم والتجاهل وعدم الاهتمام تقاعس عن أداء عمله الخاص به وبذلك يهدم خطط المنشأة التي عمل بها. فبعض المديرين ـ هداهم الله ـ يعطون ورقة الدوام اليومي دفتر الحضور والانصراف اهتماما شديدا ويؤكدون أهميته ـ مع أن الجميع يعرف أهميته ـ دون الالتفات إلى تطوير الجوانب الأخرى مثل زيادة قدرات موظفيهم وتدريبهم. وحل مشاكلهم والتعامل الجيد مع كل واحد منهم، والمساواة بينهم ليجد منهم الاحترام وكامل الولاء لمنشآتهم، وبذلك فإنه لن يجد حرجا في تكليف أي منهم بعمل إضافي للمنشأة يساهم في تحقيق أهداف المنشأة المرسومة لها. ويجب ألا يهمل المشورة الجيدة الصادرة عن واحد منهم. وبذلك يكون المدير الناجح هو الذي يساهم بفعالية بأخذ جميع الأسباب المؤدية إلى تحقيق الأهداف العامة للمنشأة. أما النوعية السيئة من المديرين فيهتمون ببعض الجوانب ويهملون بعضها الآخر، فيهملون أو قد لايجيدون التعامل الحسن مع العنصر البشري، فيتعاملون مع موظفيهم كالآلات، ويتعاملون معهم من خلال دفتر الحضور والانصراف ما يولد في نفوس موظفيهم الحنق والغبن. وهؤلاء المديرون يتميزون بالتكبر والغرور ويخضعون الإدارة لرغباتهم ومزاجهم الخاص متناسين حقيقة أنفسهم سابقا. فالإدارة التي بهذا الشكل تفتقد إلى روح فريق العمل الواحد بسبب تسلط المدير العقيم وعدم معرفته لأفضل أساليب التعامل مع الموظفين. فلو أن المدير قام بنصح وإرشاد أي موظف يتأخر أو يغيب لأي سبب فإنه لن يتأخر في المرة القادمة، قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). فالنصح والإرشاد في بعض الأحيان يأتيان بنتائج أفضل من الحسم وخطابات لفت النظر. ولإصلاح مثل هذه الإدارة يجب رفع كفاءة العاملين لزيادة الإنتاجية والتعامل الجيد مع الموظفين بالعدل والمساواة دون تمييز أحد على أحد، وتوفير المشورة الفنية المتخصصة. وأخيرا على الإدارة العليا المسؤولة عن ترشيح هؤلاء المديرين أن يراعوا الله أولا ثم يراعوا كفاءة المديرين ويعملون على تقويم أدائهم بصفة مستمرة، ومن ثم إصلاح منسوبيهم، وبذلك يمكن الوصول إلى أفضل حل بالنسبة لصلاح الإدارة.