الرؤية الواضحة

قدر له أن يمتلك مجموعة من الشركات تعمل في إنتاج المواد الغذائية، بشراء هذه الشركات، وبدأ ترتيب أوراقه وعين لها مجموعة من الشباب السعودي لإدارتها وبدورهم استعانوا بمساعدين أكفاء من ذوي الخبرة السعوديين. كانت معظم الشركات لديها فروع في أنحاء السعودية وتقدم خدمات ومنتجات مختلفة ولكن كان منها ما هو متعثر وبالكاد يغطي تكاليف الإنتاج، فتم اجتماع المديرين ووضع استراتيجيات واضحة ومحددة لأسلوب العمل وتخفيض التكاليف على ألا تكون على حساب الجودة للمنتجات. وبدأت الشركات مسيرتها بثبات وما هي إلا سنوات قليلة حتى بدأت في استرداد قيمتها في السوق والحصول على حصة جيدة ترضي طموحات هذه الشركات. وكان من القرارات الشجاعة التي اتخذتها مجموعة التسويق في هذه الشركات دمج إدارات المبيعات بكامل طاقمها ودمج الفروع مع بعضها ماليا وإداريا وتسويقيا، وتوحيد مواقع السكن والمستودعات وتخفيض عدد المديرين وتوزيعهم على باقي قطاعات الشركة للاستفادة منهم وتوحيد الإجراءات الإدارية وتسهيلها. ومن الأمثلة الناجحة لهذه المجموعة أن أحد المنتجات كان يباع بأقل من سعر التكلفة نظرا لحدة المنافسة في السوق، ووجود شركات صغيرة تبيع بمعدل سعري أقل من هذه الشركات وكان هذا المنتج عبئا عليها. بعدها اجتمع مسؤولو التسويق مع مسؤولي الإنتاج ومستشاريهم لدراسة المنتجات المشابهة له والأقل جودة وتباع بسعر يقل 20? عن منتجهم، فتم اتخاذ الإجراءات التالية: إلغاء ميزانية الإعلان تماما، تحويل مندوبي المبيعات والسيارات للعمل في مبيعات منتجات أخرى، إلغاء مبيعات المفرق والإبقاء على مندوب واحد في كل فرع للبيع بالجملة، تخفيض سعر المنتج. وبعد اتخاذ هذه الخطوات تم توفير مبلغ جيد يغطي التكاليف ويعطي هامشا للربح يرضي الشركة، وخلال ثلاثة أشهر تضاعفت المبيعات وازداد الطلب على المنتج. وما يمكن أن نخلص إليه من هذه التجربة هو: وجود رؤية واضحة تحدد هدف الشركة، ووجود خطط استراتيجية وتسويقية تتواءم مع واقع السوق، والشجاعة والجرأة في اتخاذ القرار، وإشراك الجهات المعنية قبل اتخاذ هذه القرارات، والسرعة في التنفيذ دون تأخير بسبب طبيعة المنتج.