هل غيرتنا أزمة «كورونا» ؟

في الأزمات المجتمعية تتغير سلوكيات أفراد المجتمع ويطرأ عليها الكثير من التحولات السلوكية والنفسية المتباينة، فرغم ظهور سلوكيات فردية سلبية في تلبية الاحتياجات الذاتية، إلا أن بروز التعاضد المجتمعي والتآزر المعنوي يكاد يكون الطبيعة البشرية الفطرية !

على سبيل المثال، إظهار القبول الإيجابي لقرارات يترتب عليها خسارة أفراد المجتمع لحقوق أساسية في الحياة كإقامة احتفالات الزواج والمناسبات الاجتماعية، والتجمع مع المعارف في الاستراحات، وفقدان الاستمتاع بالتسوق في الأسواق التجارية، والتسلية في الأماكن الترفيهية، وحضور المباريات الرياضية، بل فقدان حق السفر والتنقل، فإن هذا يعد من أشكال التعاضد المدفوع بالرضا النفسي لتحقيق أهداف تصب في النهاية في صالح المجتمع !

وفي أزمة كورونا المستجد، وجدت جميع القرارات التي اتخذتها السلطات المختصة قبولا تاما من المجتمع بل ودعما صلبا رغم تأثيرها السلبي على حرية حركة الحياة، لأن الوعي المجتمعي قدّر الحاجة لها بل والضرورة إليها !

وبمثل هذا الدعم المجتمعي تتحقق الأهداف وتتم مواجهة أزمة تفشي الوباء ووضع حد له، لأنه ما لم يلتزم الناس بأسباب الوقاية فإن حلقة انتقال العدوى لن تنقطع ولن يكون لتلك القرارات أثر فاعل !

لقد زادت الأزمة من الوعي بالنظافة وبعض عادات التواصل مع الآخرين، وتعزيز إنتاجية العمل عن بعد، وستترك آثارا كبيرة على سلوكيات التعامل والعمل في المستقبل !

الفرد جزء من المجموعة، والمجموعة تشكل المجتمع، والمجتمع يجسد الدولة، والدولة هي الناظم الذي يصهر دور المجتمع في بناء الحضارة وحماية الإنسانية !

بقلم/  خالد السليمان -عكاظ