غموض الاقتصاد العالمي
صرحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاغارد" أن واضعي السياسات ليست لديهم خيارات كثيرة لتطبيق مزيد من التحفيز النقدي بعدما أمضوا عقداً في مواجهة الأزمات، وفي ظل مخاوف جديدة مثل تفشي فايروس «كورونا» المتحور الجديد. أصبحت التهديدات الاقتصادية للعالم واقعاً ملموساً وقد تكون وصلت لمرحلة صعوبة السيطرة على هذه المؤثرات على نمو الاقتصاد العالمي، والعالم أصبح يعاني بصورة واضحة من "الخوف والغموض" الخوف مما قد يخفيه مستقبل الاقتصاد العالمي لدرجة يصعب معها تحديد أي تقديرات قد تحدث، ومنها اليوم؛ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وأثر فايروس كورونا على الاقتصاد العالمي والذي مازال قائماً ولا يُعرف إلى أين يتجه.
والمصاعب اليوم هي قبل هاتين الأزمتين هي مصاعب نمو الاقتصاد العالمي الذي يعاني من ضعف وتباطؤ النمو، ولدرجة أن صرحت "لاغارد"، فأسعار الفائدة هي الأقل، والتضخم أيضاً منخفض، وارتفاع نسبة الفقر في العالم، وبروز متغيرات مؤثرة على الاقتصاد العالمي تحتاج استثمارات ضخمة وهي الطاقة البديلة، فدول تملك القدرة على التحول والتغيير، ودول لا تستطيع وهذا سوف يضعها أمام مصاعب مستقبلية كبيرة، قد لا يمكنها من الخروج من واقعها اليوم، بل قد تسوء أكثر.
المملكة عملت وفق خطة بعيدة المدى برؤيتها الذي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لمستقبل المملكة البعيد المدى وهذا هو التحدي المستقبلي، ووضعت المملكة من ضمن أهم أهدافها تنويع مصادر الدخل غير النفطية وقد ارتفعت فعلاً وحققت ما لم تحققه منذ سنوات وفاقت 30 % اليوم رغم ارتفاع حجم الإنفاق، وكفاءة العمل والإنتاج أصبحا واقعاً ومتابعاً، وبدأت المملكة بحلول كثيرة، من الإصلاح الاقتصادي الشامل ومنها الإصلاح السعري لبعض الخدمات الأساسية مع عدم مس أصحاب الدخل الأقل من خلال حساب المواطن بدعمهم أيضاً وتوفير مصادر إيرادات أخرى، ولعل الأهم هنا استثمارات المملكة من خلال ذراعها صندوق الاستثمارات العامة، والسياحة، والترفيه، وطرح جزء من أرامكو، وشراكة مع القطاع الخاص بصورة شاملة، والعمل على محاربة الفساد وكفاءة الصرف والعمل، وأصبحنا نجد الآن سرعة وديناميكة في عمل المرافق الحكومية والإنجاز وتطورات متسارعة. المملكة اليوم تعمل للمستقبل البعيد وليس القصير، وتدرك أن المستقبل لن يكون كاليوم، وأن العمل والإنتاج وتنويع الدخل والاستثمار بالإنسان السعودي هي المستقبل.
مخاطر الاقتصاد العالمي تتزايد ومتغيرة، وقد تتعقد مستقبلاً وقد تكون مفاجئة كما حدث بفايروس كورونا مما يؤثر على النمو الاقتصادي، ولكن المملكة تعمل على هذه الحلول ومبكراً وكما أعلنها سمو ولي العهد -حفظه الله- ووضع هذه الاستراتيجية المبكرة والتي قدرت من خلالها المملكة كل هذه المتغيرات وتعمل عليها، ما يضع المملكة في خانة الدول التي وضعت مستقبلها مبكراً، واستثمرت ثروة اليوم للمستقبل، وستكون هناك تحديات وعمل كبير، ولكن أبناء هذه البلاد قادرون على ذلك وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله.
بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض