تغطية اكتتاب أرامكو
إحصاء بنك سامبا - مدير الاكتتاب - لطرح شركة أرامكو العملاقة، أوضح «يوم الخميس الماضي» مع مرور خمسة أيام عمل، وصلت الأرقام كما نشرت إلى تغطية بنسبة 76 % وجمع الاكتتاب 73 مليار ريال بين مؤسسات وأفراد، المؤسسات نصيبها 58 مليار ريال والأفراد 14 مليار، والمطروح 3 مليارات سهم، مليار للأفراد وضعفها للمؤسسات، هل يمكن قياس حجم الإقبال بالأموال أو بعدد المكتتبين؟ بالطبع هي بالأموال، والدليل المؤسسات المؤكد أنها ليست آلاف الشركات وتغطيتهم وصلت 58 مليار ريال ويبقى 6 مليارات ريال لتصل لتغطية 100 % لنصيب المؤسسات، والأفراد «بطبيعتهم» متأخرين في وقت الاكتتاب، وبقي لهم 18 مليار ريال، وبالنظر لشركة أرامكو بحجمها وقوتها ومستقبلها، ومقارنة مع الاكتتابات السابقة أجد أن آخر يومين من اكتتاب الأفراد سيشهد إقبالا غير مسبوق «ماليا» أي كقيمة اكتتاب، مما سيوجد فرصة كبيرة لكبار المستثمرين في الحصول على أكبر قدر ممكن من التخصيص، والذي أعتقد أنه سيكون التخصيص «رأي شخصي» بتخصيص كامل الأسهم لمن اكتتب بـ «مثلا 500 سهم إلى 1000 سهم» والباقي سيكون نسبة وتناسب مع طلب الاكتتاب الإجمالي. وهذا يعني مراعاة لصغار المكتتبين وليس كبارهم بتخصيص أكبر فئة ممكنه، وهذا ما تم بالبنك الأهلي 2014 وعملية التخصيص، وهذه ممكنة «قد» تحدث بأرامكو، وستكون مجزية جدا لكل مكتتب من ذوي الكميات الصغيرة أو المتوسطة.
يجب أن أنوه على أن الاكتتاب لا يمكن معرفة كم سيكون حتى آخر دقيقة من الاكتتاب، فما حدث في البنك الأهلي يعد درسا مهما وكبيرا حيث تم في آخر يوم من الاكتتاب أن بلغت نسبة التغطية الأولية 2307 % وذلك في اليوم الأخير من الاكتتاب، وبلغ عدد المكتتبين 1.26 مليون مكتتب، فيما بلغت الأموال المحصلة 311 مليار ريال، وهذا يعني أن ما حدث في البنك الأهلي لا يعني تكرارة بالضرورة، ولكن محتمل جدا، وأن تكون التغطية كبيرة، ورغم أن في خمسة أيام بلغ مكتتبو أرامكو ما يقارب 1,8 مليون مكتتب، والبنك الأهلي بلغ 1,26 مليون فقط بكامل فترة الاكتتاب، وهنا يدلل على أن عدد المكتتبين قد لا يعني شيئا حين تتم التغطية عدة مرات، وسيكون أكثر تميزا حين يكون عدد المكتتبين كبيرا والتغطية كبيرة، ما أثق به أن التغطية لاكتتاب أرامكو ستتم، وقد تزيد عن مرة أو مرتين، وهذا ما يعزز أهمية الشركة استثماريا ومستقبليا، خاصة وأن البعض سينتظر السهم مع بداية التداول ليحصل على الكمية التي يريدها وليس من خلال الاكتتاب الذي لن يخصص له الكثير، الفرصة قد تكون بدأت مع الإدراج ولم تنتهِ.
بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض