المردود الاقتصادي
هناك أهداف كبيرة وواسعة الطموح، تستطيع القول إنها بلا حدود، هذا هو المسار الذي تسير عليه المملكة منذ انطلاق رؤية 2030 التي أصبحت هي قائد المرحلة القادمة في تاريخ المملكة، وبالقياسات الاقتصادية يمكن لنا رؤية كل مرحلة من المراحل التي تضاف لهذه الرؤية "الجريئة" التي تتجاوز فهم البعض اليوم، فهي ركزت ضمن أهدافها الأساسية على "تنويع الدخل" وهذا ما يتحقق، ويعتقد البعض أنها ركزت على جانب وتناست الكثير من الجوانب، بل الصحيح أن تنويع الدخل لم يتوقف على محور أو خيار واحد، بل تنوعت بين؛ تصحيح الدعم المكلف للدولة وهذا سيحقق وفورات مالية، وبنفس الوقت دعم حساب المواطن حتى لا يتأثر بذلك، ويكون القادر يتحمل تكلفة ذلك "منطقي" فلا سواسية بالأثر، أيضاً فتح المجال الصناعي واستثمار الثروات، الصناديق الاستثمارية والسيادية وتنويع الدخل سواء باستثمار مباشر أو غير مباشر، الضريبة المضافة، تشجيع التصدير للشركات المحلية، والخطوات مستمرة، مع إطلاق السياحة اليوم بالمملكة لـ49 دولة، خلال نصف ساعة تحصل على التأشيرة للزيارة، والسياحة أصبحت مصدراً من مصادر الثروات للدول ومعيناً لا ينضب، والمملكة تملك هذا الخيار لنجاحه، وبشروط يجب توفرها للسائح فهو لن يجاملك حين ينفق ماله، فهو يحتاج البنية التحتية التي تشجعه وتجذبه، ويحتاج إلى تسهيلات كبيرة، والأهم وهذه ستأتي مع الوقت والتوعية وهي تقبل المجتمع الذي لم يتعود على "سائح" غربي أو غير غربي في بلاده، ونحن نعرف زوار المملكة من خلال مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولكن اليوم يختلف الوضع بأنها أصبحت لكل المملكة، وهذا سيشكل تغيراً كبيراً وانفتاحاً على الثقافات الأخرى في هذا العالم، سنستغرب في البداية ونندهش ولكن سنجد أننا بحاجة لهذا التنوع والتغيير والتعايش مع الآخرين بدون النظر لأي شيء آخر فهو مجرد إنسان، ونرى بهؤلاء الزوار أنهم ضيوف ويتعرفون على بلادنا، وينفقون أموالهم "مصدر دخل وإنفاق مهم" وعلينا أن نرحب بهم ونسعد بهم، كما كنا نريد حين يرحب بنا شعوب الدول التي نزورها.
المملكة اليوم تتغير وتنطلق للمستقبل، بتعايش وتقبل وتوافق مع الثقافات الأخرى، وإننا نسعد بذلك والآن تتاح الفرصة، هذا دعم مهم بالجانب الآخر اقتصادياً فهو مصدر إنفاق وضخ مالي "جديد" يحتاجه أي اقتصاد، وتجاذب وتعايش مع كل شعوب العالم، مرحلة مهمة لها مكاسب اقتصادية واجتماعية وحياتية لنا، نحن نحتاجها والفرصة أتت اليوم، نرحب بالجميع.
بقلم / راشد بن محمد الفوزان - الرياض