أهم عشر صناعات في السوشيال ميديا (2)

في المقال السابق "أهم 10 صناعات في السوشيال ميديا"، رصدت على عجل الصناعات الخمس الأولى وهي: صناعة الوعي، صناعة المعرفة، صناعة التسامح، صناعة المحتوى، وصناعة المستقبل.. الآن إلى الصناعات الخمس الأخرى لوسائل التواصل الاجتماعي أو ما يُعبّر عنه بالسوشيال ميديا:

السادسة: "صناعة الصداقة" بين مختلف الأطياف والطبقات والفئات والمستويات والأعمار. وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بصنع صداقات وعلاقات متنوعة بين مكونات وتعبيرات المجتمع، بل وبين كل الشعوب والأمم، وحطمت كل قيود وحواجز اللغة والثقافة والجغرافيا والعمر والطبقة والشهادة.

السابعة: "صناعة الوطنية" بشكل متاح وجميل ومباشر. هذه المنصات/ الشبكات المؤنسنة، أسهمت في زيادة منسوب الوطنية لأفراد ونخب المجتمع، حيث أصبح كل مواطن العين الراصدة لكل ملامح وتفاصيل الوطن. لقد أصبح التعبير والفخر بعشق الوطن والدفاع عن مقدراته وثوابته ومواجهة أعدائه وخصومه، صورة رائعة تتصدر وبشكل يومي واجهات هذه المنصات والوسائط الاجتماعية.

الثامنة: "صناعة الإنسانية" التي تُعتبر من أروع الأمثلة على قيمة وإيجابية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحوّلت إلى حملة/ هاشتاق لجمع الدعوات الإنسانية والمساعدات الخيّرة. لقد استطاعت هذه الوسائط الإنسانية بما تملك من أدوات وإمكانات وتأثيرات أن تحشد التعاطف والتعاون والدعم للفقراء والمحتاجين والمهمشين والمعسرين.

التاسعة: "صناعة الذكريات" التي لم يكن يهتم بها المجتمع. لقد استطاعت هذه الشبكات الإنسانية، خاصة إنستغرام وسناب شات وتويتر، أن توثق وتحتفظ بكل التفاصيل الحياتية، الصغيرة والكبيرة، والتي تُمثّل "ألبوم حياة" يضم كل الصور والمواقف والأحداث والذكريات واللحظات. هي أشبه بصندوق حكايا، نضع فيه طفولتنا وبساطتنا وعفويتنا ومرحنا وحماقاتنا وكل تفاصيلنا الجميلة التي تُظهرنا على حقيقتنا.

العاشرة: "صناعة النجم" التي تُعدّ الصناعة الأكثر رواجاً ودهشة في وسائل التواصل الاجتماعي. فبفضل هذه الشبكات والحسابات، برز الكثير من النجوم والرموز والمشاهير التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية لملايين البشر، ولولا هذه المنابر والمنصات الاجتماعية الشهيرة لما وجدت هذه النجوم الحديثة فرصتها في عالم الشهرة.

أعرف أن البعض لن يعجبه هذا الرصد الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، فهو ينتظر مني بكل شوق أن أرصد سلبياتها ومخاطرها، وهي بلا شك كثيرة وكبيرة، ولكنني قررت هذه المرة أن أظهر جانبها الإيجابي الذي يستحق الرصد.

بقلم/ فاضل العماني -الرياض