إمام الحرم النبوي: شهر #شعبان ميدان التمرن والاستعداد لاستقبال رمضان
المددينة المنورة: أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان المسلمين بتقوى الله، قال جل من قائل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ).
وبين الشيخ البعيجان أن الله تعالى جعل الأوقات مستودعاً للأعمال قال تعالى (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) موضحاً أن المغبون من غبن خير الأوقات والمحروم من حرم مواسم الطاعات فالله جل وعلا جعل الزمان سبيلاً للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالاً على الآخرين للغفلة عن أنفسهم حاثاً على إحياء القلوب بطاعة الله.
وتحدث عن تفاضل الزمان حسب الشهور والأيام وأن خير ما تعمر وتحيا به الأعمار والأوقات فضائل الأعمال والقربات وفعل الخيرات والطاعات قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا).
وأوضح أن شهر شعبان شهر عظيم يغفل عنه كثير من الناس شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله حاثاً المسلمين على الإكثار من الطاعات وترك المحرمات، فعن عبدالله بن أبي قيس سمع عائشة تقول كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان، مبيناً أن لله تعالى في النصف من شعبان مغفرة تعم المؤمنين إلا من كانت بينهم شحناء، عن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ في لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خلقة إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ”.
ودعا إلى العفو والصفح والتجاوز والتراحم، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلاً بينه وبين أخيه شحناء فيقال أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا”.
وأضاف أن شهر شعبان هو مقدمة بين يدي شهر رمضان فهو ميدان للتمرن والاستعداد والتأهب والإعداد وتذكير بحلول شهر الإيمان واستقبال لشهر رمضان، شعبان مع رمضان بمثابة السنن الرواتب مع الصلوات المفروضة فهو كالتمرين على صيام رمضان لتخفيف مشقته وكلفته ولتذوق حلاوة الصوم ولذته فيدخل المرء في صوم رمضان بنشاطه وقوته، مبيناً أن من كان عليه قضاء أيام من رمضان الذي مضى فعليه الإسراع بقضائها قبل حلول الشهر.
وأشار فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن صيام الشهر لم يفرض إلا في السنة الثانية من الهجرة النبوية، قال جل من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وعن أبي عبد الرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان”، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إنه لم يتبق على هذا الشهر العظيم إلا أياماً معدودات فحري بالمسلمين أن يستعدوا لهذا الشهر وأن يتأهبوا له وأن يبادروا ويتنافسوا فيه على طاعة الله فهنيئاً لمن أدركه رمضان وهنيئاً لمن وفق فيه للخير وصالح الأعمال فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم من طاعة ربه وفاتت عليه مواسم الخير ولم ينتبه وأسرف على نفسه حتى باغته الموت ولم يتب من ذنبه.