إمام المسجد #النبوي يحذر من الركون للدنيا

المدينة المنورة: قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي الحذيفي - في خطبة الجمعة -: تفكروا في مدة الدنيا القصيرة، وزينتها الحقيرة وتقلب أحوالها الكثيرة، تدركوا قدرها، وتعلموا سرها، فمن وثق بها فهو مغرور ومن ركن إليها فهو مثبور، فقصر مدة الدنيا بقصر عمر الإنسان فيها، وعمر الفرد يبدأ بساعات ويتبعها أيام وشهور وأعوام، ثم ينقضي عمره على التمام ولا يدري ماذا يجري بعد موته من الأمور العظام.

وأضاف: يوم تخلفه لا يعود ويوم تستقبله حتى ينتهي الأجل وينقطع الأمل، قال الله تعالى: " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "، فاعمل لدار الخلد التي لا يفنى نعيمها ولا ينقص بل هو في مزيد، لا يعتري شباب أهلها الهرم، ولا يخافون السقم، " ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود "، واتقوا النار التي لا يفتر عن أهلها العذاب بامتثال أمر الله الأكيد واتقاء غضبه الشديد.

وتابع: اعملوا لهذه الجنة العالية واحذروا الذنوب التي تلقي بصاحبها في النار الهاوية، واعلموا أنه ليس بين الإنسان والجنة أوالنار إلا الموت، " بادروا بالأعمال سبعا، هل تنتظرون إلا فقراً منسيًا، أو غنًى مُطغيًا، أو مرضاً مُفسدًا، أو هَرَماً مُفنِّدًا، أو موتاً مُجهِزًا، أو الدجال، فشر غائب ينتظر، أو الساعة ، والساعة أدهى وأمر؟ "، فاستودع أيها المسلم أيامك بما تقدر عليه من الحسنات واحفظ صحيفتك من السيئات، " وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ".

وأضاف: إن الله قد فتح لكم أبواب الرحمة بما شرع لكم من فعل الخيرات وترك المنكرات، فلا يغلق أحد على نفسه باب الرحمة بمحاربة الله تعالى بالذنوب والمعاصي، " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون "، واغتنم أيها العبد زمن العافية، قال صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ "، " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ".