إمام المسجد #النبوي: المجتمع المؤدي للحقوق قوي اللحمة

المدينة المنورة: أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالباري الثبيتي- في خطبة الجمعة - أن المجتمع الذي يؤدي الحقوق طاعة لله واقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوى لحمته ويشتد بناؤه ويعز رجاله، ولن يجد متربص منفذاً يبث منه سمومه أو ينخر في بنيانه أو يقطع وشائج الحب بين أفراده.

وقال: إن الإسلام اعتنى بالعلاقات الاجتماعية ورتب عليها أجراً يحفز على المبادرة لتتألف القلوب وتتوثق الروابط وتلبى الحاجات، ويتطبع أفراد المجتمع بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ويثقل الميزان وترفع الدرجات وإذا أديت الحقوق وقويت العلاقات؛ اشتد ساعد المجتمع وقوي عوده وتماسك بنيانه.

وذكر: أن أول حقوق المسلم كلمة المحبة والوئام، تحية أهل السلام، السلام مفتاح المحبة إلى القلوب، ومفتاح الاستئذان على كل باب يغذي الحياة بالبركة والنماء والزيادة، والسلام رسالة أمان وعلامة أهل الإيمان.

وأضاف: من حقوق المسلم على أخيه المسلم إجابة دعوته وحضور وليمته وتطييب خاطره ومشاركته فرحته وتبادل الدعوات يحقق الألفة والاجتماع والتزوار والالتقاء، ومن حقوق المسلم على أخيه المسلم عيادته في مرضه ذلك أن المريض يكابد ويعاني، وقد يطول به المرض فلا يغمض له جفن ولا يهدأ له بال يتضور ألماً، ويتقلب وجعاً ويتطلع إلى دعوة يحقق الله بها شفاءه ويرفع درجته وزيارة تخفف آلامه وكلمة تؤنسه في أحزانه ولمسة حانية تشعره بقرب إخوانه.

وقال: حين تتأمل الحقوق وتنوعها وشمولها ومقاصدها ؛ تعلم أن حق المسلم على أخيه أن يستمر حتى عن وفاته ويمتد بعد مماته باتباع جنازته، والدعاء له وفي ذلك تكريم له وإعلاء لشأنه ورفع لقامته كما يصور واقع الوفاء بين المؤمنين وهذا مقتضى عقد الأخوة بينهم، وإذا مات المسلم يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعا له ويشيع إلى قبره، ويدفن بترابه وتتعاهد القبور أن لا يصل إليها شيء من الامتهان.