عرش مصر الخطير

حسب تقرير نشرته صحيفة «المصري اليوم»، فإن عرش مصر ليس مريحا كما يتوهم البعض، ولربما كان وصف المشير السيسي لكرسي الحكم بمصر بأنه كرسي من نار، يعبر عن حقيقة هذا الشعور.

حسب تقرير الصحيفة المصرية فقد كان لكرسي الحكم المصري لفحاته كما نفحاته أيضا، بداية من «عزيز» مصر وبانيها الحديث، الباشا محمد علي الذي قيل إنه أصيب بـ«لوثة عقلية أو جنون» وهلوس وهو في خريف عمره، وتولى الحكم حقيقة ابنه إبراهيم باشا، مرورا بعباس حلمي الأول الذي تم اغتياله، والخديوي إسماعيل الذي تم نفيه، والملك فاروق الذي تخلى عن الحكم في يوليو (تموز) 1952، فالرئيس جمال عبد الناصر الذي توفي مريضا، وقيل إنه تعرض لمؤامرة وتم اغتياله بالسم. ثم الرئيس أنور السادات الذي اغتيل خلال عرض عسكري في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1981، بينما كان التخلي عن الحكم من نصيب محمد حسني مبارك في 11 فبراير (شباط) 2011، فيما تم عزل محمد مرسي في يوليو 2013.

الحكم في مصر مهمة خطرة خصوصا في هذه المرحلة المجنونة من عمر المنطقة؛ حروب أهلية، وتوترات أمنية، ومطالب فئوية، وخطط دولية، وصراعات إقليمية، وجماعات وأحزاب فوق الأرض وتحت الأرض، وبعد هذا كله وقبله، ملايين من العاطلين عن العمل وملايين من الرازحين تحت خط الفقر، وأزمة مياه، ومشكلة حدود غربا وشرقا وجنوبا، وليس من حد هادئ في مصر إلا البحر الشمالي. حسب تقديرات حكومية سابقة فإن عدد العاطلين عن العمل في مصر حتى الربع الأخير من عام 2012 بلغ 2.3 مليون، بنسبة 13 في المائة من قوة العمل البالغة 27.2 مليون، وهي للفئة العمرية من 18 إلى 29 عاما. وحسب البنك المركزي المصري، في وقت سابق، فإن رصيد الدين الخارجي المصري ارتفع بنحو 8.8 مليار دولار، بمعدل 25.7 في المائة، حيث بلغ 43.2 مليار دولار، ما يعادل نحو 298 مليار جنيه.

ناهيك بالمخاطر الأمنية المتعددة سواء من عصابات الإخوان المتسربلة بالشرعية والمدنية، أو من عصابات الإرهابيين في سيناء وكامل القطر المصري، أو من العصابات المنظمة للجريمة. ضع مع ذلك سعي الجماعات اليسارية الشبابية التي تريد إفساد المسار السياسي وتخريب التحول نحو بناء الدولة وإنتاج الشرعية في الحياة المصرية.

فاتورة مصر ثقيلة وشديدة، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، لأن دور مصر وقيمتها لا تعادلهما قيمة ولا ندّ لدورها، مصر لا غنى عنها، إن عوفيت عوفي الشرق وإن مرضت مرض الشرق كله.

حاكم مصر المقبل سيكون على موعد مع التاريخ، وإن عبر هذا الحاكم بمصر، وهو المشير السيسي - إن لم تحدث معجزة - من هذا النفق المظلم، سيدخل قلوب المصريين والعرب أبد الدهر. حينما سئل السيسي في مقابلته مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي عن تعرض سلامته الشخصية للخطر، أجاب: أنا مؤمن بالقدر.. وللأقدار رجالها. 

نقلاً عن "الشرق الأوسط"