أعرف بعض الناس الذين يخرجون في نزهة على الأقدام بعد وقت الغداء، أو من يسبحون كل يوم، أو يبقون في المكتب لساعات طويلة، لكنني لست واحدا من هؤلاء، إنني أمتلك مقعدا في الصف الأمامي، يعم الصخب في هذا المكان مما يدعو إلى الجنون، إن العمل في غرفة الأخبار كالعمل في غرفة الطوارئ، حيث إنك على الأرجح ستتلقى نبأ بمصيبة في أية لحظة. هكذا يصف لنا فرانك أحد مذيعي الـCNN معاناة المذيع الإخباري، والذي يصرح بأن قضاء بعض الوقت مع أولادي الذين أعمارهم هي 16،12 و10 سنوات يساعدني كثيرا في مواجهة يوم جديد من أيام العمل المرهق والمتعب والموتر للأعصاب. مؤخرا كنت أقرأ كتاب (هاري بوتر) مع ابنتي، حيث أريد أكون أفضل أب ممكن، وأن أقوم بأفضل عمل في وظيفتي، ولكنك في بعض الأحيان لا تستطيع القيام بكلا الأمرين معا، وهكذا يجب عليك أن تميز هذه الأوقات وأن تقوم بالاختيار المناسب. في أحد الأعوام، طلبت مني شركة الأخبار العالمية CNN أن أكون المذيع السياسي الأساسي لكل الأخبار المتعلقة (بمشيل دوكاكيس) وحملته الرئاسية، في ذلك الوقت كان عمر ابني الأكبر ثلاث سنوات، وما ينتظرني في المهمة الجديدة الكثير الكثير من الأعمال، حيث أنني لن أكون قادرا على البقاء بجانب طفلي الصغير وسأكون منشغلا بالتغطية الإعلامية لذلك الشخص. في ليلة ما، اتصلت بزوجتي التي كانت تنوم طفلي البالغ من العمر 3 سنوات في فراشه، قالت له: دعنا نقول تصبح على خير لأبيك، على الرغم من أنه ليس هنا، فقال الصغير:إنني أكره أبي، لا أريده أن يتركني ويذهب بعيدا عني مرة ثانية. وكانت هذه كلماته بالحرف. لقد جعلني ذلك استيقظ مما كنت فيه، وعندما سألتني شركة CNN عن موضوع الحملة الرئاسية للسير (دوكاكيس) أجبت: للأسف، إنني لا أستطيع القيام بذلك.