لوحات حائطية تضج بالحيوية والجمال: ديكور الخيمة وبيت الشعر!

هيأ الله للغة العربية رجالا أفذاذا آثروا أن تبقى هذه الحروف في هذه اللغة مصدرا للإلهام الإبداعي للكثير من الفنانين والخطاطين. وهؤلاء (الخطاطون) الذين انتسبوا إلى مهنة (الخط) جعلوا من مهنتهم محورا للإبداع، حيث طوعوا الحرف العربي وتفننوا في تشكيله حتى صار وحدة جمالية أخاذة تنطق بالجمال والروعة. والآيات القرآنية التي أصبحت محورا مهما للكثير من الخطاطين كابن البواب وابن مقلة وحتى محمود عبدالرحمن والبورسعيدي وغيرهم كثير. حتى صارت أعمالهم لوحات جمالية تضج بالحيوية والجمال الساحر، حيث تتراكب الحروف وفي وضع غير طبيعي ولكن بشكل متناسق ينم عن جمال وروعة. وأصبحت اليوم اللوحات المستوحاة من الآيات القرآنية والأحاديث وما وصل من الأثر وتميز بطريقة صنعها وتنميقها، أصبحت جزءا مهما من الديكور الداخلي تقوم مقام الصور واللوحات التشكيلية أو تكملها وتتداخل معها. ونرى في الكثير من المجالس والصالونات من يفخر أصحابها باقتناء مثل هذه اللوحات المكونة من خطوط جميلة من آيات قرآنية أو أحاديث أو أقوال مأثورة وعرضها. من هذه اللوحات بعض الآيات المخطوطة على قطيفة سوداء وبخطوط مذهبة بارزة كما في كسوة الكعبة المشرفة. ومنها ما هو مخطوط بألوان زاهية أو بأعواد قصب على خلفية سوداء أو داكنة، ومنها ما هو مخطوط على الجلد بطريقة الحرق أو التلوين بالأسود أو الذهبي أو الفضي. إن أجمل الخطوط العربية المستخدمة في خط الآيات القرآنية هو خط (الثلث) ثم (الكوفي) يليه بقية الخطوط كالديواني والنسخ والرقعة. وإن كان خط الثلث هو ما يميز الخطوط القرآنية كونه يشكل بعدا جماليا من خلال تداخل الآيات والحروف لتشكل في المجمل كتلة متداخلة قد يجد المتلقي صعوبة في فهم الآية أو قراءتها. وهذه ميزة الخطاط الناجح. من مشاهداتي ومتابعتي للوحات الآيات القرآنية المخطوطة وجدت أنها تحظى بالتقدير فتوضع في المجالس والصالونات وإن كان بعضهم قد أدخلها ضمن ديكور (الخيمة وبيت الشعر) ولا بأس ما دام أنها محترمة ومعلقة على الجدار وتعطي بعدها الجمالي للمكان. وإن كنت أرى أنه من المناسب كذلك وضع بعض هذه اللوحات من الآيات القرآنية (كآية الكرسي) فوق سرير الطفل في غرفة نومه بحيث يقرؤها قبل أن ينام وتكون تلك اللوحة الرائعة جزءا من حياته اليومية يتعلم منها دعاء مأثورا وآية كريمة يحفظها وجزءا جماليا رائعا يزين غرفته