سرقة أسماء النطاقات..إلى أين؟!

عندما سطا جون ويليامز راسين على موقع الجزيرة نت aljazeera.net التابع لقناة الجزيرة الفضائية في مارس الماضي، أثناء الحرب على العراق، لم يستخدم لغات برمجة معقدة أو برامج معينة لاعتراض البيانات .. كل ما كان عليه أن يعمله هو الحصول على بطاقة هوية هاتفية وتزوير توقيع وإرسال طلب بالفاكس وبالتوقيع المزور إلى شركة نيتورك سولوشن وهي أكبر شركة لحجز أسماء النطاقات domain names على الإنترنت، يطلب فيه إعادة تخصيص بيانات المستخدم يتم فيها تغيير بيانات التحكم باسم النطاق القديمة ببيانات حديثة. وهكذا، وبكل بساطة، قامت شركة نيتورك سولوشن وهي شركة تابعة لمؤسسة فيري سين VeriSign التي تمنح شهادات الضمان الأمني لمواقع الإنترنت وخاصة تلك التي تتعامل في التجارة الإلكترونية بإعادة تخصيص الموقع الى جون البالغ من العمر 26 عاما ويقطن في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث اضطرت القناة للدخول في دوامة ادارية وفنية حتى تستعيد موقعها مرة أخرى، ولم تستطع الجزيرة بالطبع استعادة عوائد الإعلانات أو المصداقية التي فقدتها نتيجة خطأ نيتورك سولوشن. تجربة الجزيرة ليست جديدة في هذا الشأن. فعمليات سرقة اسماء النطاقات كانت تجري على قدم وساق منذ عدة سنوات سابقة، حيث وقعت شركات كبيرة كانت أو صغيرة ضحية عمليات نصب عديدة، وعلى سبيل المثال فقد تمت سرقة اسم النطاق الخاص بشركة جي تي إي GTE وهي من كبرى شركات الاتصال في الولايات المتحدة في عام 2000، واذا كان للعمالقة مثل جي تي إي نفوذ قوي يسمح لهم باستعادة أسمائهم دون الدخول في متاهات عديدة، فإن الشركات الصغيرة تجد نفسها عاجزة عن استعادة أسماء نطاقاتها، ومما يزيد الأمور تعقيدا أن فيري سين تدعي أنها لا تتحمل أية مسئولية عما حدث. أما شركة ليسلي هاربولد فقد خاضت حربا لمدة عام كامل من أجل استعادة الاسم الخاص بها وهو hoopla.com، ولكنها واجهت برودا شديدا من شركة تسجيل النطاقات التي ادعت حيادها في الصراع. وبالمثل، فقد استيقظ دونالد واسيلينا ذات صباح ليجد اسم نطاقه Gamesnet.net مسروقا بعد أن قام بعض المساهمين في الشركة بانشاء شركة تحمل نفس الاسم، وطلبوا من فيري سين تغيير كلمة السر في سجلات اسم النطاق، وخاض واسيلينا كفاحا مريرا كي يوقف هذه الكارثة واضطر إلى الاتفاق مع فيري سين لإجراء عمليات أكثر أمنا للتحقق من هوية صاحب اسم النطاق قبل اجراء أي تغيير. وقالت فيري سين انها سوف تعيد الدومين أو ما يدعى اسم النطاق لكن اللصوص كانوا قد قاموا بتغيير الدومين Gamesnet.net إلى شركة أخرى حتى لا يستطيع واسيلينا استعادته مرة أخرى، وهو أسلوب شائع يستخدم في سرقة أسماء النطاقات، وهو يحد من صلاحية الشركة الأولى في اجراء أي تغييرات على الدومين وبالتالي لا تستطيع استعادته مرة أخرى. وقد رفض واسيلينا بعد ذلك شروط التحكيم التي أعدتها هيئة أيكان ICANN وهي الجهة المنوطة بتحديد سياسات أسماء النطاقات وقام برفع دعوى أمام المحكمة الفيدرالية ضد الأشخاص الذين قاموا بسرقة الدومين الخاص به، وكان واسيلينا يخطط في البداية لمقاضاة فيري سين مباشرة ولكن محاميه أقنعوه بصعوبة الحصول على حكم في صالحه. وقد استفادت فيري سين من نص في الاتفاقية التي يقوم عملاؤها بالتوقيع عليها ويقرون فيها بالتنازل عن حقوقهم في قضايا النزاعات المتعلقة بأسماء النطاقات. وأمام فيري سين حاليا مواجهة قانونية شديدة من قبل جاري كريمين الذي نجح مسبقا في الحصول على حكم قضائي بتعويض مقداره 65 مليون دولار من شخص قام بسرقة دومين خاص به، ورفع قضية أخرى على الشركة يطالبها بتعويض مقداره 40 مليون دولار جراء سرقة الدومين! ويتوقع محامو فيري سين صدور حكم ضدها لصالح كريمين. ولم تكن مشاكل سرقة أسماء النطاقات هي آخر متاعب فيري سين حيث كانت قد تعرضت لانتقادات شديدة بسبب سياساتها التسويقية وحتى تأخر صرف مرتبات العاملين بها! كما تواجه حاليا قضية ضمن قانون الابتزاز والفساد، كما حصلت على تقدير خدمة غير مرضية ضمن تصنيف مكتب الأعمال المثلى في وادي السيلكون حيث ورد للمكتب 256 شكوى ضدها.