حماية أبنائك من الإنترنت

وضع حدود للطفل لايتجاوزها أثناء استخدامه الإنترنت أمر مهم للغاية، لأن ترك الطفل بدون رقابة يماثل إلقاءه في غابة مليئة بالوحوش المفترسة. والأطفال بطبعهم يحتاجون إلى حدود، بل إنهم قد يحبون ذلك طالما كانت معقولة لأنها تؤكد حب آبائهم لهم. ووضع هذه الحدود لكل الأطفال أمر صعب لأنه حل لايناسب الجميع، فلا بد من وضع حدود خاصة بكل طفل اعتمادا على عمره وشخصيته وخبراته. دور الآباء يدرك المراهق معنى الخطر، ولكنه- لعدم اكتمال نضجه المعرفي- يظن أن هذه المخاطر ستقع فقط على عاتق الآخرين. ولكن الطفل الصغير قد لايدرك معنى الخطر. وتوجد مخاطر عديدة فى الإنترنت:- حيث إن الأناس السيئين والمواقع السيئة لاتبعد عن طفلك سوى ضغطة على الجهاز. والأطفال الذين يقضون وقتا طويلا في استخدام الإنترنت ويتخاطبون عبرها مع الآخرين معرضون للاستغلال من قبل شياطين البشر أكثر من الذين لايتجاوز استخدامهم البحث عن معلومات. هؤلاء الشياطين لديهم مهارة فائقة في اقناع الأطفال بعمل أشياء لايعملونها عادة، كما يصورون لهم أن الأب هو العدو الحقيقي الذي يجب ألا يلجأ إليه لطلب المساعدة. الطفل والمراهق وحتى الأب ليسوا في مستوى الندية لهؤلاء الشياطين. فلكي تحافظ على سلامة أبنائك، لابد أن تعرف ماالذي يجري. فإذا لم يشاركك الطفل طوعيا في المعلومات التي لديه، فإنها تكون مسؤوليتك أن تعرف ماالذي يجري بالضبط وأن تتأكد من أنه غير مهدد بأية أخطار. ففي عالم الإنترنت، يجب عليك حماية أبنائك كما لو كانوا في العالم الحقيقي، وذلك بمعرفة أصدقاء ابنك والأماكن التي يذهب إليها. مستويات السرية ووضع الحدود تحديد مستوى سرية المعلومات وخصوصيتها في جهاز الحاسب التي يتمتع بها ابنك قرار صعب يجب على الآباء اتخاذه بأنفسهم. ويعتمد تحديد هذا المستوى على شخصية الطفل وسلوكه. فعلى سبيل المثال: هل يعامل ابن متفوق في دراسته، يتبع تعليمات والديه ويطيع أوامرهما بالمستوى نفسه الذي يعامل به ابن كثير الرسوب في دراسته ويجتمع مع أصدقاء أخلاقهم سيئة؟ ماذا لو كان الابن المتفوق ساذجا يسهل خداعه؟ إذا كان الأب واثقا ومتأكدا من أن ابنه يبحث عن معلومات مفيدة فقط، فإنه قد يكفي أن تراجع المواقع التي يزورهامن حين لآخر. أما إن أصبح ابنك متكتما، فعندئذ يجب أن تراجع المواقع التي يزورها باستمرار. وإذا وجدت أن تاريخ المواقع التي يزورها محذوفا، فإن هذا علامة أن هناك أمرا يجب استقصاؤه. وعندها يصبح تركيب برامج الحماية أمرا مناسبا، حتى لايقلق الأب من أن ابنه يزور مواقع سيئة بقصد أو بدون قصد. أما البريد الإلكتروني فأمره أصعب لأن الرسائل قد تتضمن معلومات شخصية عن الابن. ولكن يمكن مراقبة الأشخاص الذين يتواصل معهم، دون قراءة محتوى الرسالة. وإذا أصبح الابن متكتما على صديق تعرف عليه عن طريق الإنترنت وبدأ ينعزل بنفسه فعندها يجب عليك معرفة ماذا تحتوي هذه الرسائل، حتى تعرف ماهي نوايا هذا الصديق. أخبر ابنك في البداية يفضل أن يفتح الأب قناة للتواصل مع أبنائه، يضع الشروط التي يريد منهم الالتزام بها ويبين لهم أنه سيراجع مايقومون بعمله عند استخدامهم الإنترنت. كما يجب عليه إبلاغهم إذا كان يرى أنه من الضروري أن يراقب بريدهم الإلكتروني والمواقع التي يزورونها. ومن المهم أن يشرح لهم أن الإنترنت مليء بالمخاطر وأنه يريد المراقبة لحمايتهم، بالطريقة نفسها التي يحرص فيها على معرفة أصدقائهم وأين يذهبون معهم. ويفيد جدا أن يؤكد الأب لأبنائه أنه مستعد لمساعدتهم عندما يتعرضون لأي مشكلة. ففي أمريكا- على سبيل المثال- تستخدم الإنترنت بنسبة 20? من مجموع حالات التحرش الجنسي بالمراهقين. كيف تعرف ماذا يفعل ابنك على الإنترنت؟ - راجع المواقع التي زارها. - راجع ملفات الكوكيز. - استخدم برامج المراقبة. - راجع بريده الإلكتروني لترى مع من يتواصل واقرأ البريد الذي يصل إليه من أشخاص لاتعرفهم. - ضع جهاز الحاسب في مكان عام يمكن مشاهدته من مختلف أنحاء المنزل. - اسأل ابنك أسئلة عن استخداماته للإنترنت. - مر عليه وهو يستخدم الجهاز وشاهد ما على الشاشة فإذا غيرها أو أغلقها بسرعة فإن هذا مؤشر لاستخدام غير مناسب ينبغي الاهتمام به. العواقب قد لايوافق الابن على الشروط التي يضعها الأب لأنه يعتقد أنه ناضج ولديه القدرة على التعامل مع هذه الأخطار. ومثلما أن وضع الشروط يختلف حسب طبيعة الأبناء، فإن عواقب مخالفتها يجب أن تختلف لكل ابن حسب خصائصه. تكلم بوضوح مع ابنك عن عواقب مخالفته الشروط، وذكره بأن استخدام جهاز الحاسب أو الإنترنت ليس حقا من حقوقه، ولكنها ميزة تمنحها له إذا أثبت أنه يستحقها. وفي بعض الحالات الصعبة، عندما تكون علاقة الأب مع ابنه خارج نطاق السيطرة، ولايمكن للأب التحكم في ابنه بحيث لايلتزم الابن بالشروط ولايمتثل للأوامر ولايمتنع على السلوكيات المضرة، فيجب على الأب استشارة متخصص تربوي أو نفسي لمساعدته في علاج هذه الحالة قبل حدوث مالا تحمد عقباه.