الجيل الجديد من الهواتف المحمولة يختار الوقت المناسب للمكالمات

خلال العام الماضي تجاوز عدد مستخدمي الهاتف المحمول حاجز المليار ليتفوق بذلك على الهاتف الثابت، وليس من المبالغة القول إن الهاتف المحمول أصبح لأول مرة ضرورة وجزءا أساسيا من متطلبات الحياة العصرية، ولكن رغم الأهمية الكبرى لتلك الأجهزة المحمولة إلا انها كثيرا ما تثير حفيظة المستخدم، خاصة حينما يكون منغمسا في تأدية عمل معين يحتاج إلى تركيز ذهني أو خلال اجتماع مهم وفجأة يرن هاتفه بكل أنواع النغمات ليقطع حبل الأفكا، والطريقة المثلى حتى الأن في التعامل مع تلك المشكلة ببساطة اغلاق الهاتف، ولكن البعض قد ينساه مغلقا مما يعني تفويت فرصة تلقي مكالمة مهمة تعني الكثير للمستخدم، هذا السيناريو قاد بعض الباحثين إلى التفكير في طريقة تجعل من الهاتف المحمول أكثر ذكاء مما هو عليه الأن لدرجة التعرف على أحوالك ومعرفة ما إذا كنت مشغولا وما إذا كان من المناسب تمرير المكالمة في تلك اللحظة أم لا. ويبدو أن تلك الفكرة خطت خطوة متقدمة، وذلك بإعلان كل من الباحثين جيمس فوجارتي وسكوت هدسون من جامعة كارينج ميلون في ولاية بنسلفانيا الأميركية عن تطوير نظام يحلل سلوكيات ووضعية المستخدم وذلك عبر مجموعة من البرمجيات الذكية وأجهزة الاستشعار وميكرفونات وكاميرات دقيقة تستطيع تحديد الوقت المناسب لتلقي أو عدم تلقي المكالمة. طريقة عمل النظام التي طورها فوجارتي وهدسون تعتمد في الاساس على تحديد مؤشرات ما أطلق عليه مسمى الانشغال تتضمن على سبيل المثال ما إذا كان باب المكتب مغلقا أو مفتوحا الوقت، ما إذا كن هناك أشخاص آخرون مع المستخدم، وما إذا كان الكومبيوتر في المكتب مغلقا أو مفتوحا، ولقد تم رصد تلك المؤشرات وغيرها من خلال الكاميرات وأجهزة الاستشعار في تجارب عملية اجراها الباحثان في مكتب يضم أربعة اشخاص اثناء ساعات العمل كانت نتائجها مثيرة للاهتمام. فلقد تفوق الكومبيوتر على الإنسان في تحديد ما إذا كان الشخص مشغولا أم لا وذلك بنسبة 82 في المائة مقابل 77 في المائة، ويقول هدسون أنه يأمل بأن يرى النظام الجديد النور خلال سنوات قليلة، وذلك بتطبيقه أولا على خدمات الرسائل الفورية ثم الهواتف الثابتة وأخيرا الهواتف المحمولة. نقلا عن مجلة المجلة اللندنية