كاتب سعودي ينجز أول رواية تحكي قصة أحد نزلاء غوانتانامو

أنجز الصحفي السعودي عبدالرحمن المطوع ما اعتبر أول عمل روائي عربي عن أحد نزلاء غوانتانامو، وهو عمل من المنتظر أن يخرج قريبا إلى الأسواق، ويمكن من خلاله رصد بعض العوامل النفسية والاجتماعية التي ساقت بطل القصة إلى رحلة بدأت من قريته .. وانتهت به في غوانتانامو.. فإلى الرواية: تذكر خالد قبل النوم.. أيام شقاوته منذ 25 عاما في قرية الزان إحدى قرى الجزء الجنوبي الغربي من السعودية، أيام البراءة مع أصدقائه عدنان وعبد الله ومساعد، حين أرهق فيها نفسه بصيد الطيور بمقلاعه البدائي، وتخريب ثمار الرمان في بستان شيخ القرية الثري العم أبو جابر، تذكر ساعات الصباح، ونداء والدته فاطمة التي تبحث عنه بصوت تردده جبال القرية للعودة قبل حلول الظلام للعشاء ومن ثم الخلود إلى النوم. عاش في أفغانستان أيام الجهاد، واختزنت ذاكرته أحد المواقف، خاصة مشهد مقتل مساعد (أبي حفص) والذي كان يعتمد على خالد في مشيته نتيجة إصابته بالتواء في إحدى قدميه، قال خالد كنت أسحبه بيدي في كل مرة حين نصعد الجبال وكان ثقيلا للغاية، وبعد أن انفجرت قذيفة بالقرب منا، سمعت صراخا وعويلا هائلا، ومع ذلك لم أدعه يفلت من يدي، خوفا من أن افقده في الظلام الدامس الذي يضيئه هول الانفجارات، ودون أن التفت سرت صاعدا كي نحتمي خلف الصخور، لكنه هذه المرة أخف وزنا ومن السهل جذبه، توقعته تعافى من قدمه وتمكن من السير عليها، لكن المفجع في الأمر أن القذيفة أصابت نصفة الأسفل، نعم .. نصفه السفلي مما جعل أقدامه تنفصل عن جسده من الحوض وتدلت أحشاؤه.... (صمت وبكى بحرقه) . بقي خالد السجين السعودي في غوانتنامو بالإضافة الى 127 من مواطنيه ونحو515 آخرين من 43 دولة، مقيدا بالحديد والأغطية على عينيه وفمه وأذنيه في زنزانة طولها ثمانية أقدام وعرضها ستة أقدام، بها حمام أرضي، وصنبور مياه وحوض، بالإضافة الى السرير المثبت في الارض، وتبدو نافذة مساحتها أربعة اقدام طولا واربعة اقدام عرضا، قبل ان تقرر السلطات المعنية بالمكان بالسماح بفكها بعد ان تأكدوا من عدم تأثير ذلك على امن المكان. يسمع طوال الوقت وهو يجلس القرفصاء في القفص، مكبلا خلف ظهره، صوت همهمات من مكان قريب، لعله السجين الأخر الملاصق له، لأنه في اغلب الأوقات لا ينقطع صوت ارتطام امواج البحر القريب من المكان بالإضافة إلى الهواء والرذاذ البحري الذي يهب من كل اتجاه، مما يشير الى عدم وجود جدران سوى تلك الحوائط الشبكية التي تمنع حريته. صرخ مناديا .. يا اهل قريتي... يا قبيلتي... اسمعوني من سجني .. انا بعيد عنكم .. لكنني بريء مما اتهموني به، لكن ما التهمة؟ والله لا اعلمها!!! قد يكون حملي السلاح دفعا عن نفسي من الوحوش الضارية!!! قد يكون السفر الى أفغانستان تهمة!! قد.. وقد ... لكن المهم أنني .... ما زلت على قيد الحياة.