الفصل التاسع ( الجزء الثالث) أسرار الرحلة .. اليومية الليلة

من كتاب من كتاب بحوث في.. النوم والأحلام والتنويم المغناطيسي) للدكتور أنور حمدي النوم.. أسراره وخفاياه لقراءة الفصول السابقة انظر أسفل الصفحة.. ?? الفصل التاسع ( الجزء الثالث) أسرار الرحلة .. اليومية الليلة في الليل ..تكشف الأسرار! ... والآن، عزيزي القارئ: أعطنا (الكلمات) التي (يتفوه) بها جسد زوجتك ..دون أن (ينطق)! لنحدد لك المعاني والدلالات ..المخبوءة في نفسها! .. والآن، عزيزتي القارئة: صفي لنا (الرموز) التي (يشكلها) جسم زوجك .. لنعرفك على أسراره ، وخفاياه .. ونكشف (المستور)!! وأما إذا كنت عزيزي القارئ، لا زلت عازبا مسكينا ..تنام وحدك بلا أنيسة ولا شريكة! وكنت تريد أن تعرف خفايا نفسك، إذا كنت تجهلها! وما أصعب أن يجهل الإنسان نفسه، ولا يعرفها! .. وأما إذا كنت عزيزتي القارئة، لا زلت عازبة مسكينة! .. لم يصلك القطار بعد..ولم تبدئي الرحلة السعيدة! تنامين وحدك، بلا أنيس ولا شريك! .. وتريدين أن تعرفي مخبوءات نفسك ودخليتها وأسرار شخصيتك .. إذا كنت لا زلت تجهلينها ولاتعرفينها. .. فراقب، أو راقبي نفسك، ووضعك الذي تتخذه لحظة استلقائك في الفراش .. وإذا ما استيقظت بعد ذلك في الليل، فعليك أن تلاحظ تمددك في الفراش .. حتى إذا ما استيقظت في الصباح، تذكر الوضع الذي تجد فيه نفسك! .. فإن النائم وإن كان يتقلب في عشرة أوضاع مختلفة، أو أكثر على مدى ليلة واحدة، فإنه لا يستمر في معظم الأوضاع ، إلا فترة قصيرة كمجرد أوضاع انتقالية، توصله إلى وضعه الطبيعي الاعتيادي الذي يكشف دخيلة نفسه، ويدل على شخصيته! فإذا فعلت ذلك، أو فعلت .. فتابع الآن الموضوع ..وتعرف على المخفي والمستور!.. وتذكر أن طريقة نومنا، هي مجرد انعكاس عام لحالنا في الحياة: أفراحنا، وأحزاننا، حبنا ومخاوفنا! لذلك لا تتردد في معرفة وضع نومك المفضل وما يدل عليه بالنسبة إليك! لكن، لا تدع هذا الأمر يقض مضجعك! .. فليس هناك وضع ما، هو بالضرورة (أفضل ) من وضع آخر .. ونبدأ .. الوضع الأول : ويسمى الوضع الجنيني التام وهو الوضع الأكثر انتشارا ! .. وفيه يثني النائم جسمه إلى أقرب ما يكون، إلى الوضع (الكروي)!.. بحيث تقترب ركبتاه من رأسه إلى حد كبير .. ويضع قبضتيه حول رأسه، أو تحت خده الملامس للفراش ..فيصبح كوعه بين فخذيه أو على مقربة منهما! .. ويبدو النائم كما لو كان منحنيا على شيء ما! فالنائم يضطجع على أحد جانبيه في وضع انثناء ..وقد يضم فيه إليه شيئا ما كوسادة، وتكون الركبتان مسحوبتين في اتجاه البطن، والساقان متلاصقتين، والذراعان منثيتين حول الوسادة أو حول البطن، الرأس يكون منخفضا إلى أسفل . هذا الوضع يدل على انطوائية الشخص أو خوفه من المجتمع ! .. رغم كل ما يبدو عليه من تفتح في وقت اليقظة ! .. فالدكتور دونكل، يشبه أصحاب هذا الوضع ببرعم الزهر المغلق، الذي فاته دور التفتح! .. أي هو أشبه بالزهرة قبل تفتحها! .. وهذا يعني أن هذا الشخص النائم بهذا الوضع لم يستطع أن ينفتح على المجتمع والعالم من حوله، وأنه لا يزال يخشى أن يكون مكشوفا أمام الآخرين!! وصاحب هذا الوضع متمسك كثيرا بالعلاقات الأسرية، ويعيش حياة تعمتد كثيرا على وضعه المعتمد على الارتباط بالوالدين، وما يعني ذلك من اعتماد الصغار على والديهم! فهو متقلب، اتكالي على غيره، وبحاجة إلى الحماية! ..فهؤلاء الأشخاص في عالم اليقظة يظهرون رغبة قوية في الحماية! .. ويتمسكون بنمط من العلاقات يوفر لهم الأمان!.. ويقاومون التعرض لكل ما في الحياة من مسرات ومصاعب!! الوضع الثاني: ويسمى الوضع الانبطاحي أو الانكفاء أو النوم على البطن وفيه يتمدد المرء ووجهه ومعدته على الفراش! ويكون قد مد رجليه إلى أقصى قدر ممكن، وفي الغالب مع بعض الانفراج بين الساقين، ويمدد القدمين بحيث تصل الأصابع إلى أقصى قدر ممكن! .. ويضع يديه أمام رأسه، أو يمدهما أيضا، إذا سمح طول السرير بذلك! .. أو يثني الكوعين (المرفقين) لتصبح اليدان وكأنهما تحيطان بالرأس! مثل هذا الشخص يريد أن يعبر عن حبه للسيطرة، ولو على مكان نومه على الأقل! فإنه بوضعه هذا يشغل السرير كاملا، ويحاول السيطرة على مساحته كلها وتملكها، وحماية نفسه من المفاجآت!! ومن جهة ثانية، فإن هذا الوضع يدل على أن صاحبه يحب أن يكون على صلة بالآخرين، ويريد أن يتقرب منه الآخرون ! كما أنه يريد أن يضبط كل ما حوله، وينظم كل ما يحيط به من أشخاص وأشياء حسب مزاجه! وهو أيضا يكره الأشياء المفاجئة وغير المتوقعة! .. لأنه يريد أن يعد لكل أمر عدته مسبقا!! فهو يميل إلى الإعداد والتخطيط.. والانضباط في المواعيد، ويكره من يتأخر عن موعده! ثم هو يتمسك كثيرا بالتفاصيل ولا يطيق إهمال أي أمر مهما بدأ بسيطا وثانويا !! وهو ينظم حياته على نحو يجنبه المفاجآت .. وأخيرا هو مرتب ودقيق !.. ولقد تبين من دراسة العالم (وب)، سنذكرها فيما بعد، أن 23? من النساء (المجرى عليهن الدراسة) يفضلن هذا الوضع، في حين لم يفضله أكثر من 14? من الرجال ! الوضع الثالث ويسمى الوضع الجنيني: وهو وضع يتخذه عدد من النائمين .. وفيه ينام المرء على أحد الجانبين أو الشقين، الأيمن أو الأيسر، بحيث تكون الساق العليا منطبقة تماما على الساق السفلى، والركبتان مشدودتان (معطوفتان) قليلا .. وكذلك يكون الساعدان واليدان متطابقتان أيضا، وبوضع إما تحت الرأس أو جانبيا .. ونتيجة لذلك ، فيمكن لهؤلاء النائمين أن يستديروا من جنب إلى آخر، دون أن يبدلوا من وضعهم المألوف، وهذا أمر معقول من ناحية الراحة الجسمية! .. إن هذا الوضع يدل على المصالحة مع الحياة!. فمثل هؤلاء الأشخاص هم عادة متزنون، ويشعرون بالطمأنينة، وهم سعداء، معتدلون!.. باستطاعتهم ودون صعوبة التكيف حسب الظروف المحدقة بهم تكيفا معقولا! .. ولا يلتوون حول أنفسهم سعيا إلى الحماية من مستقبل غير واضح!..فهم يتمتعون بنفسية راضية غير متذمرة! وعلى المستوى الفكري أيضا، يحاولون التوافق مع الحياة وتقبلها كما هي !.. ولا يعني ذلك أنهم مستسلمون، بل على العكس، فقد يكافحون، ويقاومون كثيرا!.. إلا أنهم غير ناقمين! وفي اليقظة أو (وقت النوم) يحاولون الوصول إلى تفاهم مع المحيط، ومع الحياة بشكل عام!.. وهم أيضا يبذلون الجهد ليكونوا عند حسن ظن الناس بهم! ويتصرفون بشكل يرضي الآخرين ويكسب تعاطفهم! وإذا كان الواحد منهم من ذوي المهن التي تتطلب عملا ذهنيا، فهو قادر على خلق محيطه المناسب بنفسه، وبشكل يرضيه! وإذا كان الزوجان ينامان في (فراش الزوجية المشترك) على هذا الوضع، أي على جنب، ووجه كل منهما باتجاه الآخر، فهما غالبا على (وفاق تام) في حياتهما الزوجية! فراقبي هذا (الميزان ) يا سيدتي! وانتبه إلى هذا (المؤشر) يا سيدي!! الوضع الرابع: ويسمى وضع السباحة. وهو أن يستلقى المرء على ظهره، ويداه متشابكتان أو منبسطتان تحت رأسه! وفي الغالب يضع ساقا على ساق.. وربما يمد يديه أو يسبلهما جانبييا .. إن هذا الوضع يدل على التفكير! ويلجأ إليه الشخص الذي يحتاج لعمل عقلي في حياته! ويدل على أنه شخص يحاول أن يفسر كل شيء في الحياة تفسيرا عقليا، وبطريقة منطقية!.. ومن جهة أخرى، فقد يدل على هذا الوضع أن صاحبه مهموم ..دائم التفكير في أمر يقلقه! .. فلقد لاحظ الخبراء أن بعض الأشخاص الذين يواجهون مشكلات تتطلب الحل، ينامون بهذا الوضع غريزيا! وبعد زوال المشكلة يعودون إلى أوضاعهم الأخرى السابقة ! الوضع الخامس: ويسمى وضع (أبو الهول )! وهو أن يكون جسم المرء ووجهه لأسفل ، وركبتاه قريبتان من رأسه، بحيث تكون المسافة للجسم قصيرة، فينكفئ الجسم إلى أعلى كالقوس أو القنطرة! .. فالنائم .. على ركبتيه جاث، وظهره مرفوع، وكأنه يقاوم عالم النوم. وهذا الوضع معروف كثيرا بين الأطفال، خاصة الذين يخافون العتمة والظلمة، ويخافون أو يكرهون النوم، لأنه يبعدهم عن عالمهم ولعبهم! إلا أنه لا يمكن القول أنه غير معروف بين الكبار، ولو بشكل محدود!.. فصاحب هذا الوضع من الكبار يعاني من قلة النوم، ولا يستطيع الاستغراق فيه!..وهو يعبر بوضعه هذا عن رفضه الاستسلام للنوم وكرهه له! فهو يشبه وضع الملاكم في حالة الاستعداد، وهو يرفض الاستسلام! ويعبر عن رغبة الشخص وحبه في العودة إلى عالم اليقظة بأسرع ما يمكن، لمتابعة حياته الاعتيادية .. إن في اللعب كطفل! أو في العمل ومكافحة متناقضات الحياة والصراع معها إن كان كبيرا. والغريب فيه .. أنه بين الكبار أكثر أنتشارا لدى النساء منه بين الرجال!! الوضع السادس: ويسمى وضع الصليب المعقوف أو السواستيكا وهو حين يتمدد المرء على صدره، ورأسه جانبيا. ويمد الساق السفلى على مداها، أما العليا فتكون منثنية، كما لو كانت في زاوية قائمة مع الساق الأخرى! .. وكذلك تكون يده السفلى، ممتدة إلى الوراء، واليد(أي الذراع) العليا إلى الأمام!.. أي يكون الشكل مثل إشارة السواستيكا المعروفة بإسم (الصليب المعقوف )! يقول الخبراء إن هذا الوضع هو أكثر راحة للجسم من كافة أوضاع النوم الأخرى! .. ومصانع الأسرة والفرش تعمد في دعايتها لتصوير النائم مرتاحا على منتجاتها بهذا الشكل! فهذا الوضع يدل على أن صاحبه مرتاح ، ومسترخ أيضا ... أو .. أنه يهرب من تعب نومه، ليجد راحته في هذا الوضع! الوضع السابع : ويسمى الوضع الملكي أو الملوكي . وهو أن يتمدد المرء على ظهره، مادا رجليه إلى اقصى مدى .. ويداه مسبلتان جانبيا، إما بملاصقة جسمه أو بعيدا قليلا! وهذا الوضع هو الذي يكون عليه في العادة الملوك وكبار القوم! .. والممثلون أيضا!.. الذين ينتظرون دوما من الجمهور الهتاف والتصفيق .. ويكونون هم دوما مستعدين لهز الرأس أو الانحناء قليلا، تعبيرا عن الشكر! .. ومهما يكن، فهو وضع متعال نسبيا، ويدل على نفسية صاحبه الذي يتوقع من الآخرين، الاعتراف بعظمته أو تفوقه! .. وأعانك الله يا سيدي، إذا كانت زوجتك (ملوكية )! فصاحب هذا الوضع، يشعر عامة بأنه (ملك) نومه و(ملك) يقظته على السواء! يقول أحد الأمثلة القديمة (ينام الملك عى ظهره، والحكيم على جانبه، والغني على معدته)! ومثل هؤلاء (الملوكيين )! من كانوا محط العناية والانتباه في طفولتهم، وهم في كبرهم ، الآن يتمتعون بقدر كبير من الاطمئنان، والأمان والثقة بالنفس! .. وكذلك بشخصية قوية مستعدة لتقبل أمور الحياة، مهما كانت، لأنهم يرفضون فكرة الاستسلام بصدر رحب! .. ويسرون بالعطاء والأخذ! .. ولا غرابة ، فهم .. (ملوك)!!. الوضع الثامن : ويسمى الوضع شبه الجنيني وهو النوم جانبيا مع مد أحد الساقين، وتكون الساق السفلى، بينما العيا منثنية قليلا! أو بالعكس، كما تكون ذراع تحت الرأس ممتدة .. والذراع الأخرى منثنية، وقد تكون راحة يدها ممسكة بأعلى الكتف الأخرى ، أو تكون مشكلة (مسندا) للرأس! وهذا الوضع يدل على أن صاحبه قابل للتكيف مع متطلبات الحياة بحلوها ومرها!.. ويحكم هذا الشخص شعور بالاطمئنان الناجم عن قناعة ورضى.. وليس عن ثراء ونجاح كبير في الحياة العملية. كما يتكيف صاحب هذا الوضع مع متطلبات الحياة دون عناء، ودون إجهاد ذهني أو عضلي مهما كان! وهو أيضا لا يخشى المجتمع ولا الآخرين ! ويا (بخت ) من منحه الله زوجة (شبه جنينية)!! الوضع التاسع : ويسمى وضع (السندويش) وهو وضع منحرف للوضع شبه الجنيني، وفيه توضع إحدى الساقين فوق الأخرى، بحيث يكون الفخذ والركبة والكاحل في إحداهما ملامسة للأجزاء نفسها من الساق الأخرى. ويدل هذا الوضع علىمقدار كبير من الامتثال والطاعة في حياة الشخص! كما أن من ينام كذلك يسعى إلى إقامة علاقة متجانسة مع العالم!! الوضع العاشر: ويسمى وضع (المومياء) وفيه ينام الشخص منطويا، على نفسه كالقنفذ! ساحبا الأغطية فوق رأسه..(مقمطا) نفسه تماما بها، بحيث يكون مقيدا تقريبا طوال الليل! وهو إنما يفعل ذلك محاولا الاختباء عن العالم، ومعطيا برهانا سافرا على جبنه وعدم شجاعته! فهؤلاء (المومياءات) يخشون المواجهة مع الحياة!.. وتراهم وهم ينزعون إلى الانزواء في إحدى زوايا الغرفة في أثناء احتفال ما!! الوضع الحادي عشر: ويسمى وضع السلسلة المركبة: إن وضع قدمينا في النوم، يكشف الشيء الكثير عن مواقفنا في الحياة! فالأشخاص الذين يخشون المجهول، غالبا ما يضعون إحدى القدمين أو كلتيهما تحت الفراش! وثمة آخرون ممن يشعرون بحاجة مستمرة إلى طريق هرب مفتوح، قد يتركون قدميهم مدلاتين بمرونة على جانب السرير، والكاحلين متقاطعين .. كما هي الحال في السلسلة المركبة!! .. التي تكشف بوضعها هذا عن شخص قلق، وعاجز عن تحقيق تقدم!.. مفاتيح من.. (خربشة )! الجسد تثنى وأنفرد! واليد مدت وانقبضت! والساق طويت وقربت! واللغة ترجمت! ورموز ...(سندويش) و(ملوك) ، و(أبو الهول) و(مومياء)! و(سباحة) و(انبطاح)!..حلت فبان المستور ...وانكشف المخبوء! .. .. مسكين أيها الإنسان! كشفوا أسرارك، حتى وأنت نائم!! وقرؤوا (لغة) جسدك، حتى وأنت غائب!! كل ماتبديه من رموز وإشارات.. فهموه، وترجموه! ثم نشروه .. وكشفوه!.. فهموا (لغة) جسدك اللامنطوقة واللا مسموعة ! .. فهموا (لغة ) جسدك اللا مرسومة واللا مكتوبة !.. ترجموا (السندويش) و(المومياء) .. و(أبو الهول) و(الملوكي)! كشفوا الأسرار ..وأبانوا الخفايا .. وأظهروا المستور! .. .. كنت مكشوفا وأنت (يقظان )! .. فأصبحت مكشوفا وأنت نائم! كنت معروفا في حالة .. فأصبحت معروفا في حالتين .. بلا ثالث!! ... كل الخفايا بانت .. وكل الأسرار انكشفت ..وكل المخبوء ظهر! و(المفاتيح ) غريبة! .. (سندويش) و(ملوك) و(أبو الهول) و(مومياء)!! .. دائما (مفاتيح ) العلماء غريبة! ألم يكن لهم (مفاتيح ) من .. (خربشة)؟! ألم يكن لهم (مفاتيح ) من .. منحنيات وتعرجات! .. من منخفضات ومرتفعات!.. من منحدرات ومتسلقات .. فتحوا بها المغاليق .. وكشفوا الأسرار ..و عرفوا الحال ؟! فهذه خطوط تتعرج وتتثنى .. تصعد وتنزل .. تعلو وتنخفض! .. فتحوا بها مغاليق القوالب دون أن تمس ! .. وكشفوا بها أسرار القلوب دون أن تؤذى!! فهذا قلب في صحة وعافية، وبالحب ينبض!! وذلك قلب مريض و(دسامه) متضيق! وهذا قلب (شريانه) متأذ وذاك قلب فيه (اعتلال)! وهذه خطوط صاعدة نازلة ..طالعة هابطة! .. فتحوا بها (العضلات) وكشفوا الأسرار! فهذه عضلة في نشاط وحيوية .. وتلك مريضة وبالشلل مصابة ! .. وهذه فيها (تكزز) وتقلص .. وتلك فيها (موات) وضعف! .. ...وكما امتدت الأيدي إلى القلب من بين الضلوع !..فكشفت أسراره، وأبانت خفاياه!! كذلك أمتدت إلى (الدماغ) في حصنه الحصين (الجمجمة )!!.. فشرحته دون أن تمسه! وأبانت مستوره .. وكشفت مخبوءه! ومرة أخرى ..كانت المفاتيح (خربشة )!! مرة أخرى ..كانت المفاتيح خطوطا طالعة نازلة .. منحدرة صاعدة .. هابطة عالية!! ..فهذه الخطوط عند العلماء ليست (خربشة)! بل رموز وإشارات.. ولها معان ودلالات! فهذه الخطوط عند العلماء ليست(خربشة).. بل.. (لغة )!! لغة ترجمت، وفهمت.. على الملأ بعد ذلك نشرت! .. لغة (ينطق) بها (الدماغ ).. دون أن يتكلم! .. لغة لا هي بالمسموعة.. ولا هي بالمنطوقة!! لغة لا هي بالإشارات.. ولا هي بالحركات! .. وإنما هي لغة (انفجارات) و(شحنات)!.. لغة (تفريغ) و(شحن) .. لغة (كيمياء ) و(كهرباء)!.. ..و(الكيمياء) و(الكهرباء) على الورق (ترسم)!! بمنحنيات وتعرجات .. ومنحدرات وتسلقات (تظهر)!.. وبعلماء مختصين وعلى الأبحاث عاكفين (تفسر)!.. إنها (لغة الدماغ) وكلامه!.. عن أحواله تخبر ..وعن أبنائه تعلم! .. .. فهل أتاك عنها خبر.. وهل لديك عنها علم؟! ... لا شك أنك تريد أن تعرف.. وعنها تريد أن تعلم! .. فكل ما حولك هنا (أي في المختبر الذي نتجول فيه) من (النيام).. لا شك أنهم شدوا انتباهك، وآثاروا فضولك! فما هي هذه الأسلاك الموصلة إلى رأس كل واحد؟ وما هي هذه الأسلاك الآتية من جهاز كبير؟! وما هي تلك الأوراق الطويلة الخارجة من هذا الجهاز الكبير؟! وما هي تلك (الخربشة) المرسومة عليها، والتي لا تفهم ؟! .. ما هي هذه الأسلاك، وتلك التوصيلات ؟! ما هي هذه الأوراق، وتلك (الخربشات) ؟! .. عفوا يا سيدي !! إنها ليست (خربشات) .. بل لغة الدماغ وحروفه! .. أهذه هي لغة الدماغ؟! ... إنها مرسومة بشكل أصعب من الهيروغليفية .. وأعقد من الصينية؟! نعم .. هذه (لغة الدماغ) ! والأسلاك والتوصيلات، والجهاز الكبير الذي تراه ..هي الناقل والكاتب! أسلاك وتوصيلات تنقل (اللغة) بأمانة من الدماغ .. والجهاز يكتب ويرسم! ويأتي العالم المختص فيحلل .. ويترجم! يترجم الخطوط المتعرجة إلى كلمات ومعان! ويحول الخطوط المنحنية إلى عبارات وألفاظ! .. ..فهذه خطوط (تقول ) إن الدماغ الآن في حالة راحة .. فلا يزعجه أحد! وهذه خطوط (تقول) إن الدماغ الآن في حالة نوم .. فلا يوقظه أحد! وهذه خطوط (تقول ) إن الدماغ الآن في حالة إثارة وانفعال .. فلا يزد أحد! وهذه خطوط (تقول) إن الدماغ به علة ومرض .. فأين الطبيب والمبضع الشافي؟! هذه (الخربشات ) التي تراها يا سيدي .. هي لغة ! .. لغة من أصعب اللغات وأعقدها ! .. لغة مضبوطة .. لغة لها قواعد وأصول! .. وكاتبها هذا الذي تراه .. هو ثمر جهد كبير وبحث طويل ! .. وترجمتها هذه التي تسمع بها .. هي ثمرة جهد أكبر و بحث أطول! فما أصعب أن تترجم منحنيات ومرتفعات إلى .. كلمات! .. وما أصعب أن تحول صواعد ونوازل إلى .. عبارات! .. وما أصعب أن تشكل من تعرجات ومنخفضات .. جملا ومواضيع !! .. ودعنا نقص لك القصة (من ) البداية ..