كيف تبنى مستقبلك؟

المستقبل أمر يشغل بال الكثير من الشباب، والجميع يتطلع إلى مستقبل مليء بالأمل يستطيع أن يحقق ما يسعى إليه من نجاح، ولكن لا بد من معرفة بعض الأمور التي تساعد الشاب على بناء مستقبله وتحقيق أمانيه. وأول هذه الأمور ضرورة الوعي بالمستقبل وفهم تحدياته ومعرفة المقومات الحقيقية لصناعة النجاح، سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الاجتماعي، فلا يمكن لأحد أن يحقق النجاح إذا لم يكن عنده رؤية واضحة تجاه المستقبل. ولبناء المستقبل لا بد أن تتعامل مع الحاضر بما يؤهلك لتحقيق ما تسعى إليه في المستقبل، إذ أن المستقبل الطيب لا يأتي فجأة، بل لا بد له من إعداد مستمر، وكلا الحاضر والمستقبل مرتبطان ببعضهما، فمن لا يملك وعيا بالمستقبل وما يريد أن يحققه فيه لا يمكن أن يفعل شيئا ذا بال في الحاضر، بل يضيع وقته ويخبط خبط عشواء دون هدف واضح. إن من المهم للغاية أن ندرك إن الحاضر الآن سيصبح بعد قليل زمنا ماضيا، وأن المستقبل سيحل محله ليصبح هو الحاضر، وإدراك هذه الحقيقة يدعو إلى الاهتمام بالحاضر بما يكون في ذاته أساسا للمستقبل، ولنحذر من التعامل مع الحاضر بعقلية الماضي، أو بالعيش في الأماني، أو بإضاعة الفرص على أمل أن تكون هناك فرص أفضل وأحسن، فإن كل ذلك مما يهدم الحاضر ويضيع المستقبل. وجدير بالشاب وهو يحاول بناء المستقبل أن يطلع على قضاياه وموضوعاته المتنوعة، سواء ما يتعلق بالأفراد أو المجتمعات أو الدول، وذلك من خلال الدراسات والأبحاث والمجلات المتخصصة في قضايا وشؤون المستقبل، فإن هذا مما يساهم في إعداد رؤية واضحة عن المستقبل وبالتالي التخطيط الجيد له. وليعلم الشاب قبل ذلك كله أن الأمور بيد الله، وأنه لا يكون للإنسان إلا ما كتب له، ولكن على الإنسان أن يجتهد ويبذل ما في وسعه، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.