هل أنت بالفعل رجل ؟!!

ليس هناك شاب يرضى بأن يصفه أحد بعدم الرجولة، وليس هناك من لا يعتز بأن يصفه الناس بالرجولة، إنه وصف يسعى إليه الصغار فما بالك بالشباب، ولكن ماذا تعني الرجولة؟ وهل استطاع الشباب تحقيقها أم أن بعضهم ليس له منها إلا اسمها فقط؟ وهل الرجولة مرتبطة بسن معينة متى بلغها الإنسان أصبح رجلا أم أنها أمر لا علاقة له بالسن أصلا؟ إنك حين تلقي نظرة سريعة على الشباب وما يصدر منهم تعلم علما يقينا أن الرجولة ليس مجرد وصف يكتسبه الإنسان بالتبني ولا بالادعاء، ولا يمكن أن يتحقق بسن معينة أو عمر محدد. إن الرجولة لدى الشباب إنما تقاس بتحملهم للمسؤوليات، ويحكم عليها من خلال المواقف والتصرفات التي تصدر منهم. الرجولة الحقة تعني المسؤولية الشرعية والاجتماعية وكيفية التعامل مع الآخرين من منطلق هذه المسؤولية. الرجولة شهامة وضمير وأخلاق والتزام واحترام للغير وعدم ازدراء الآخرين ، وليست الرجولة بمتابعة آخر خطوط الموضة والجري وراء النساء في الشوارع والأسواق، وتقليد الممثلين والمطربين تقليدا أعمى. إن الرجولة تعني كذلك عدم الاعتماد على الآخرين حتى الأبوين، وإن كان ذلك لا يمنع من مشورتهم وأخذ آرائهم، إنها بذل للجهد في سبيل تحصيل ما يرضي الله أولا، وما ينفع الشاب في الدنيا ثانيا، وما يحقق له الاستقلالية التي تبعده عن الاتكالية. وقبل هذا كله إنها تعني صدق الإيمان والتضحية في سبيل الله ، قال تعالى : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) فسماهم رجال.