السياحة العربية وتحديات التوتر السياسي العربي

بدأت آثار الحرب الأمريكية المحتملة على العراق في تأثيرها السلبي على القطاع السياحي العربي، مما دعا إحدى الدراسات إلى طرح فكرة إنشاء صندوق عربي للأزمات السياحية لدعم الدول العربية التي ستضرر لدى نشوب الحرب المحتملة على العراق. وتوقعت الدراسة التي اعدها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء العرب أن تشهد الحركة السياحية العالمية باتجاه دول المنطقة تراجعا حادا بنسبة قد تصل الى 70 في المئة فى حال وقوع حرب على العراق، واقترحت أن يتم تمويل الصندوق بواسطة اكتتاب الدول السياحية التقليدية المتضررة في الصندوق طبقا للوزن النسبي لكل منها في السوق السياحية بالمنطقة العربية، وقالت إن نسبة حركة التدفق السياحي على بلدان المغرب العربي ستتراجع بنسبة تتراوح ما بين 30 الى 40 في المائة مقارنة بعام 2000 خاصة في تونس والمغرب، وبنسب أعلى في الدول العربية فى الشرق الأوسط. وأضافت أن الاثار السلبية للحرب على العراق على الحركة السياحية خلال بدايات عام 2003 قد تمتد إلى عام 2004 الذي سيشهد تراجعا لهذا القطاع بنسب قد تتراوح بين 25 و35 في المائة . وتوقعت الدراسة تراجع الحركة السياحية فى المنطقة العربية بنسب تتراوح ما بين خمسة إلى 10 فى المائة خلال هذا العام، وبنسبة خمسة في المائة فى العام المقبل مقارنة بعام 2000 في حال التوصل إلى حل سلمي للأزمة العراقية. وأشارت الدراسة إلى أن عدد السياح الذين توافدوا على المنطقة العربية خلال عام 2000 قد بلغ حوالى 4.17 مليون شخص مقابل 3.20 مليون سائح عام 1999. وفي موضوع ذو صلة، أعلنت وزارة السياحة المصرية أن السياحة في مصر ربما تفقد ملياري دولار في حالة وقوع حرب على العراق، وهذا ما دعا مصر إلى إعداد دراسة تتضمن خططا عدة لمواجهة تداعيات الحرب المحتملة على العراق ومدى تأثر السياحة بها، واتخذ هذا الاجراء بعد أن كانت مصر من بين الدول التي استطاعت تجاوز تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر، واستعادت نفس معدلات التدفق السياحي التي كانت عليها قبل وقوع هذه الأزمة.