السياحة العربية وأهميتها كصناعة

من المهم تذليل كافة الصعاب التي تحول دون تحقيق مفهوم السياحة الحقيقي للدول العربية، ولاسيما تلك التي تمتلك المؤهلات لنيل ذلك. ولا شك أن العنصر البشري يعتبر أداة أساسية للنشاط السياحي من حيث تأمين الخدمات المقدمة للسائحين من وقت وصولهم إلى أرض الوطن حتى مغادرتهم البلاد. وذلك يأتي من خلال توفير مفهوم السياحة الصحيح الذي تعددت الآراء واختلفت في مجال تحديد مفهومه، بالإضافة إلى توفير السوق السياحية الملائمة، والتي تستطيع استقطاب السائح الذي سيساعد على نمو الاقتصاد في البلاد، وتأتي هنا أهمية رأس المال البشري في صناعة السياحة التي تعمل على توليد ثلاثة أنواع من العمالة مباشرة وغير مباشرة مع العلم أن هناك قدرا كبيرا من العمالة في القطاع السياحي يكون موسميا، ويتعرض لتقلبات في مستواه. وتأتي ضرورة توفير رأس المال البشري في صناعة السياحة والعمل على رفع كفاءته، وهذا يتم من خلال إنشاء كليات للسياحة والفنادق مع ضرورة التوسع في إنشاء المدارس الخاصة بالسياحة والفندقة، مع التركيز على مواد الحاسبات واللغات الأجنبية، بالإضافة إلى ضرورة تدريس السياحة في المدارس حتى يكون لدينا مفهوم سياحي على كافة المستويات. وتتصف أبرز معوقات نشاط السياحة في كثير من الدول العربية بكونها معوقات إجرائية تنحصر في إصدار التأشيرات السياحية التي ما زالت محدودة نوعا ما، هذا إلى جانب المعوقات الهيكلية في غياب قاعدة معلومات النشاط السياحي في كثير من الدول، ومعوقات تسويقية تنحصر في ضعف آليات التسويق المناسبة للزائرين والسياح والوافدين والمقيمين، وعدم وجود خطط تسويقية وحملات ترويحية منظمة. والتحديات التي تواجه السياحة العربية أبرزها انعدام التنسيق السياحي بين هذه الدول على الرغم من الجهود المبذولة، إلا أن كل دولة تروج منفردة لمقدراتها السياحية، إلى جانب عدم وجود التأشيرة السياحية الموحدة التي تختصر المسافات أمام السائح الأجنبي الزائر لدول مجلس التعاون الخليجي.