المواسم السياحية في الدول العربية ودورها في إنعاش السياحة

تلعب المواسم والمهرجانات السياحية التي تنظمها الدول العربية دورا بارزا في دعم السياحة العربية، ولذلك بطبيعة الحال أثر كبير في إنعاش الاقتصاد المحلي في الدول التي تسعى دائما لإقامة المهرجانات حسب ما تمليه طبيعة الأجواء والمواسم والإجازات الرسمية والخاصة. ولا يخفى الاعتماد الكبير للكثير من الدول على الدخل السياحي، إذ تعتبر السياحة إحدى أبرز مصادر الدخل في الكثير من دول العالم، وبذلك يتم ضمان توفير السيولة المالية للمنشآت السياحية الضخمة التي تنفق الدول ملايين الدولارات لإعمارها وتشييدها في سبيل دعم اقتصادها المحلي، وتوفير بيئة مناسبة تحقق الاكتفاء الذاتي لمن ينشدون السياحة في داخل أوطانهم حيث الأمن والصرف بشكل مقنن. نعم هناك تفاوت في الجاذبية الطبيعية للسياحة بين دولة وأخرى، وإن كان هذا الأمر ليس بتلك الأهمية أحيانا إذا توفرت السياسة الحكيمة في إنماء وإنعاش الدور السياحي بإقامة المهرجانات بشكل مدروس ومقنن طوال العام، ويمكننا هنا عرض نموذج لدور هذه المهرجانات في إحدى الدول العربية وهو على سبيل المثال مهرجان مسقط 2003، حيث ساهم في رفع مستمر لأعداد السياح إلى العاصمة العمانية مسقط حتى وصلت النسبة التشغيلية في الفنادق والشقق الفندقية 100 في المائة، وقد أخذ زوار السلطنة يتزايدون عبر المنافذ البرية، حيث بلغ عددهم في الأسبوع قبل الأخير حوالي (223346) شخصا من مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون ومواطني الدول العربية والأجنبية. وبطبيعة الحال فإن هذا الرقم يعد مؤشرا جيدا على نجاح المهرجان الذي يستقطب أعدادا كبيرة من السياح من السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي. وقد ساعدت الفقرات الجديدة في المهرجان إلى نمو أعداد السياح بشكل ملحوظ، مثل الفعاليات التراثية وفعاليات الأطفال والفعاليات الترفيهية والفنون الشعبية والألعاب الكهربائية والبحرية، بالإضافة إلى ما تتميز به السلطنة من مقومات سياحية طبيعية وتراثية في إطار المهرجان. ويبلغ الدخل القومي لسلطنة عمان من قطاع السياحة واحدا في المائة، ومن المتوقع أن يرتفع في الخطة الخمسية السادسة إلى ثلاثة بالمائة.