الشباب والامتحانات ..والطريق إلى التفوق!!

فئة كبيرة من الشباب تعيش حالة استنفار هذه الأيام بسبب الامتحانات، ولعل أهم ما يشغل هؤلاء الشباب الطلاب هو كيفية الحصول على التفوق من خلال مذاكرة سهلة ميسرة. وهذا هو ما يدعو الكثير منهم إلى تبادل الأفكار حول طرق الاستذكار النافعة والمفيدة. ولعل من المعلوم أن طبائع الناس تختلف، فلا يمكن أن تكون هناك طريقة واحدة هي السبب في التفوق والنجاح، والتي تكون ملزمة للطلاب بالسير عليها واستخدامها، فإن لكل شخص قدراته الشخصية والعقلية، وما ينفع شخصا ما ويفيده قد لا يفيد آخر. ولكن لا يمنع هذا من ذكر بعض طرق المذاكرة التي يمكن الاستفادة منها. طرق المذاكرة وكيفية الاستفادة منها المراد بالمذاكرة الثابتة هي أن يخصص الطالب مكانا دائما للمذاكرة، بحيث لا يتغير هذا المكان يوميا، بالإضافة إلى ذلك يكون هناك وقت ثابت أيضا لبدء وانتهاء المذاكرة يوميا، بحيث يصبح هذا الأمر تلقائيا. وهذه الطريقة وإن كانت نافعة، إذ أنها تعود الطالب على الجد والاجتهاد والانضباط وتنظيم الوقت والاستفادة منه بحيث لا يضيع هدرا، كما أنها تساعد العقل على المذاكرة والانتباه، إلا أن ظروف الحياة قد لا تساعد على الاستمرار دائما في ذلك ولمدة طويلة، ولذا ينبغي أن يراعى أن تكون هناك مرونة إلى حد ما حتى يستطيع الطالب التوفيق ما بين متطلبات الحياة وبين المحافظة على وقته. من الطرق كذلك طريقة الاستذكار الجماعية، وهي تعني أن يتفق مجموعة من الطلاب على الاجتماع في وقت محدد ليحضر كل منهم أدواته ويبدأ كل في المذاكرة، بحيث إذا أشكل شيء على الطالب فإنه يقوم بسؤال زملائه والاستفسار منهم. ومشكلة هذه الطريقة أنها تؤدي إلى الخروج عن المذاكرة إلى محادثات جانبية لا علاقة لها بالمذاكرة ولا بالمادة، ويعني ذلك ضياع وقت الطلاب دون فائدة. ولذا ينبغي الحرص الشديد عند استخدام هذه الطريقة، ووضع ضوابط لها مثل اختيار نوعية معينة من الأصدقاء الجادين الحريصين على الاستفادة من الوقت، ومحاولة وضع حدود للمحادثات الجانبية، ويفضل أن تكون هذه الطريقة مقتصرة على المراجعة العامة للمادة، بمعنى أن يذاكر الطالب بمفرده، فإذا ما انتهى من المادة واستذكارها فإنه يقوم بالاجتماع مع زملائه لتكون هناك مراجعة عامة، فيستفيد في تحصيل ما لم يحصله، وفي شرح غامض أو نحو ذلك. مذاكرة المواد الصعبة أولا: بأيهما يبدأ الطالب في المذاكرة، بالمواد الصعبة أم المواد السهلة؟ أمر يحتار فيه بعض الشباب، ولعل الأفضل بشكل عام في ذلك هو أن يبدأ الطالب في مذاكرة المواد الصعبة أولا، ثم التدرج بعد ذلك حتى يصل إلى المواد السهلة، إذ أن العقل وطاقة الإنسان في بدايته تكون في كامل نشاطها وحيويتها، وبالتالي فإن بإمكانها أن تستوعب المواد الصعبة والتي تحتاج إلى جهد وتركيز، أما المواد السهلة فإنها لا تحتاج إلى تلك الطاقة الكبيرة، وبالتالي تكون مذاكرتها بعد ذلك أمرا عاديا ويتم استيعابها دون مشاكل، وإن كان بعض الطلاب يفضل أن يستذكر بعض المواد السهلة أولا حتى يقوم بتنشيط العقل وتعويده على الاستذكار، حتى إذا ما أخذ قدرا جيدا من التدريب والتعود بدأ في مذاكرة المواد الصعبة فتسهل عليه حينئذ. ولعل هذا الأسلوب الثاني ينفع الطلاب في بدايات المذاكرة، أما بعد قطع شوط فيها فإن الأولى أن يستخدم الأسلوب الأول. حتى تحصل على استذكار جيد وما تجدر الإشارة إليه حتى يستفيد الطالب من مذاكرته استفادة جيدة عدم ترك أي مادة قبل الانتهاء منها تماما، حتى لا يتشتت ذهنه، كما أن عليه أن يضع أمامه مادة واحدة فقط، وهي المادة التي يذاكر فيها، وإذا كانت تحتاج إلى مواد مساعدة كآلة حاسبة مثلا أو نحو ذلك فإنها تكون بجانبه توفيرا للوقت والجهد ومساعدة على التركيز. البعد أثناء المذاكرة عن الملهيات مثل التلفزيون أو المسجل أو الجوال أو غير ذلك أمر هام، إذ أن وجودها يفقد التركيز وبالتالي يؤثر على استيعاب الطالب. على الطالب أن يحذر من السهر إلى ساعات متأخرة من الليل، خاصة ليالي الامتحانات، إذا أن الجهد المبذول في السهر أضعاف الجهد المبذول في الأوقات العادية، لكن النتيجة المرجوة منه ضعيفة، هذا إلى جانب ما يترتب عليه من ضعف التركيز في يوم الامتحان نفسه نتيجة للإرهاق الحاصل في تلك الليلة. وينصح الأطباء والمختصون بالتغذية بأن يتناول الطلاب أثناء المذاكرة الأطعمة الغنية بالفيتامينات والتي تساعدهم على الاستذكار والموجودة عادة في الخضراوات والفواكه والعبد عن المنبهات بكثرة مثل الشاي والقهوة. هذا وقبل كل ذلك على الطالب أن يتوكل على الله حق التوكل مع الأخذ بالأسباب، ولا يفرط في طاعة ربه فإن التوفيق بيد الله، وكلما كان الإنسان قريبا من ربه كلما كان التوفيق حليفه.