الحاسب الآلي .. واهتمامات الشباب

يزداد الإقبال يوما بعد يوم على الحاسب الآلي خاصة فئة الشباب، حتى لا يكاد يوجد بيت إلا وفيه هذا الجهاز، وهو أمر يدعو إلى السرور لو أنه استخدم فيما وضع له، واستطاع الشباب من خلاله تطوير أنفسهم والاستفادة منه بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة. لكن الملاحظ أن فئة كبيرة من الشباب لا تعرف من الحاسب الآلي إلا أنه وسيلة للعب والتسلية وإضاعة الوقت. لقد كان بإمكان هؤلاء الشباب الاستفادة من هذا الجهاز والصعود من خلاله في سلم الرقي والتقدم والتمييز . إن كثيرا من الباحثين اليوم يؤكدون أن ثورة الاتصالات في هذا العصر ستحدث انقلابات جوهرية في كل مناحي الحياة (سياسيا واقتصاديا واجتماعيا)، فهل يمكن للشباب أن يوجهوا هذه الثورة وهذه التغييرات وهم لا يعرفون من الحاسب الآلي إلا التسلية والعبث، وربما استخدامه فيما يضر معتقداتهم وأخلاقهم ومبادئهم وقيمهم. إن من العجيب أن نسمع أن بعض الشباب في أمريكا ضاق ذرعا باحتكار شركة مايكروسوفت للبرمجيات الحاسوبية، لدرجة أنها احتكرت سوق أنظمة ا لتشغيل بالاتفاق مع الشركات المصنعة للحاسب الآلي، وذلك بأن تلزم المشتري بشراء الجهاز ومعه نظام التشغيل وندوز التابع لمايكروسوفت، فانبرى طالب جامعي مغمور حانق على الشركة المذكورة وابتكر نظام تشغيل عالي الكفاءة، وبثه في الإنترنت بالمجان، فاجتمع على نصرته كل الشبيبة الذين اشتركوا معه في الحنق على مايكروسوفت، حتى وصل عدد من صاروا يجتهدون في تطوير ذلك البرنامج المجاني وتحسين كفاءته ألفا من الشباب المتحمسين المتخصصين في تقنية الحاسب الآلي. فلماذا لا ينبري شبابنا المسلم لعمل كهذا العمل، أو على الأقل لعمل يخدم ولو جزئيا بعض مصالح الأمة الإسلامية، ويخفف عنها عبء اعتمادها الدائم على الغرب وعدم استقلالها بشيء. إن التميز والابتكار والإبداع ليس شيئا عسيرا ولا مستحيلا، ولكنه يحتاج إلى ترك الفوضى جانبا وأخذ الأمور بجدية، تاركين اللعب وراءنا، فليس هذا هدفنا في الحياة، وعندما يتجاور مع شعورنا بأهمية هذه التقنية أن نتخصص في أدق تفاصيلها، ونعمل على تفهمها والتمرس فيها فلا شك أن ذلك سيكون بداية الطريق لعمل استقلالي يخص المسلمين دون غيرهم.