نماذج للفكر الأخلاقي المعاصر

اسم الكتاب: الفكر الأخلاقي المعاصر المؤلف: جاكلين روس ترجمة وتقديم: عادل العوا الناشر: عويدات للنشر والطباعة - بيروت هذا الكتاب يتصدى لبحث الفكر الأخلاقي المعاصر بحثا فلسفيا متعمقا وشاملا ، وقد انطلقت مؤلفته من الإيماء إلى أشهر المؤثرات التي نفذت إلى الأخلاق النظرية المعاصرة، واستخلصت مبادئ متجددة تنم عن تقهقر جزئي للأنموذج الأخلاقي القديم - وهو هنا الأنموذج الغربي - أنموذج بناء الأخلاق على أساس أن الإنسان رب أعماله، وأنه فاعل مهيمن حر الاختيار والتنفيذ. وقد اختارت النشاط الاتصالي العالمي الراهن مبدأ جديدا للتقويم الأخلاقي المعاصر. و من ثم توسعت بعرض وتصنيف المذاهب الأخلاقية النظرية المعاصرة في فصول تسعة متعاقبة شغلت القسم الأوفى من الكتاب، وأتبعت ذلك بقسم خاص بالأخلاق النظرية التطبيقية عالجت فيه مشكلات حاضرة حادة بل خطرة، وبعضها يتصل بالسلوك العلمي في مجال الحياة كزرع الأعضاء وتحسين النسل ومداولة المورثات، وبعضها يتصل بالسلوك في مجال الطبيعة الطبيعية أو البيئة والتلوث، ثم في مجال التجارة والأعمال، وأخيرا في مجال الإعلام الجماهيري والسياسة الشمولية، ولاحظت المؤلفة أن تفجر الاستمتاع في عصرنا أخذ يغلب غزو الحرية . وقد سادت عبادة اللا تشنج ونما مطلب الإباحة، وقوي هجران الواجب، وأصبح البشر مجوفين نرجسيين، وانقلب كل شيء إلى تهديد يدعو إلى صوغ طريف لأخلاق نظرية، وواكب موت الإيديولوجيات ذيوع العدمية في ظل التقانات والتطور التقني حتى باتت الأخلاق مطلب ما وراء الأخلاق، وكأنه مطلب قهري للسيطرة على الانفلات والنزوات. ادعت الوضعية والعلموية حل الإشكالية بالعلم والنهج الموضوعي، بيد أن الحل لا يأتي مما هو موجود، بل مما ينبغي أن يكون. وليس العلم هو الذي ينبه إلى أخطار ومحاذير وأضرار السلوك المقلق في كل مجال، فمثلا لدى تنظيم السلوك بالعقاقير، أو التدخل المباشر في الدماغ بأقطاب كهربية مزروعة، أو ببرمجة هادفة للعمل الإنساني، العلم لا يمنع ولا يحبذ، بل المسؤولية ناجمة عن التقويم الخلقي والنظرة الشمولية إلى الأحسن للإنسانية الحالية، أو لإنسانية الأجيال القادمة، إذ تستوي مسؤولية الوالدين نحو أبنائهما الحاليين وسائر الأبناء والبنات القادمين، ومسؤولية الساسة نحو بني جلدتهم من الأحياء ومن المقبلين، وتلكم هي الحرية الجديدة المتجددة . تم إعداد المادة بالتعاون مع موقع ثمرات المطابع: www.thamarat.com