الاتصال عبر الأقمار الصناعية يحل مشاكل الاتصالات في الدول النامية

تفتقر العديد من الدول إلى البنية التحتية اللازمة لتوفير بيئة اتصالية متقدمة لقاطنيها أو لزوارها، ومن هنا برزت أهمية الشركات التي توفر اتصالات فضائية لا تعترف بالحاجز الجغرافي أو التقنيات الاتصالية المحدودة جدا في بعض الدول، فعلى سبيل المثال نجحت شركة إنمارست العالمية في مساعدة العديد من محطات الأخبار العالمية على تغطية العديد من الأحداث البارزة في أماكن تفتقر إلى الحد الأدنى من وسائل الاتصال السريع، كما حدث في حرب أفغانستان الأخيرة، أو مع الكوارث البيئية التي كان من أبرزها في المنطقة العربية انهيار سد زيزون في سورية قبل بضعة أشهر. ولمن لا يعرف الميزة في هذه النوعية من الاتصالات، نقول إنها ببساطة الأقمار الصناعية نفسها، فهي تتحرك في الفضاء خارج كوكب الأرض مباشرة، إما في مدارات منخفضة متحركة (كما هو الحال في إنمارسات)، أو في مدارات ثابتة مرتفعة، بحيث تغطي مساحات شاسعة من الكرة الأرضية من دون اشتراط نقاط اتصال أرضية متعددة، بل أجهزة استقبال صغيرة متنقلة يمكن تحريكها بسهولة من مكان لآخر. وبالطبع فإن هذا الجهد المتميز قابل لتغطية أغلب المجالات الاتصالية الحديثة إن لم يكن جميعها، فمن جانب تمكين استخدام الهواتف النقالة في كل مكان إلى امكانية تغطية الاخبار والاحداث في الدول النامية. وقد عملت إنمارست على سد ثغرة أخرى حيث نجحت الشركة في توفير أجهزة وتقنيات توفر استخدام الإنترنت في أي مكان من الأماكن التي تغطيها أقمارها، والتي تشمل حاليا 99 بلدا من بلدان الشرق الأوسط وأوروبا وشمال ووسط أفريقيا وشبه القارة الهندية. وكانت الخطوة الأحدث في تقنيات هذه الشركة التي لديها 21 عاما من الخبرة في تخصصها، هو ما كشفت عنه النقاب في دبي باعتباره بداية عصر جديد يمثل جيل المستقبل من أنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وقفزة نوعية في هذا المجال، ونعني به شبكة الاتصالات الشاملة المتطورة ريجونال بيغان، حيث أن كلمةBGAN هي اختصار للكلمات Network Regional Broadband Global Area ، وتعني شبكة الاتصالات العالمية ذات النطاق العريض. ويعد هذا النظام أول تطبيق عملي لنظام جي بي آر اس(GPRS) عبر الأقمار الصناعية. وتقول الشركة إنه أول تطبيق تجاري عالمي من نوعه يوفر فرصة نقل البيانات بسرعة واسعة بمرونة واقتصادية، وقادر على مضاعفة معدلات نقل البيانات المتوفرة حاليا، وتجاوز أوجه القصور في مجال الاتصالات المتنقلة العادية. وسيمهد هذا النظام الجديد الطريق أمام تطوير الجيل المقبل من خدمات نقل البيانات ذات النطاق العريض، والذي سيعتمد على قمري إنمارسات الصناعية 4 ـ 1 اللذين سيطلقان في العام 2004 لتوفير اتصالات صوتية وبيانية بسرعة تصل إلى 432 كيلوبت في الثانية، وذلك نتيجة لبرنامج الشركة الاستثماري الذي خصص 1.6 مليار دولار أميركي لهذا المشروع.