تقنية بلوتوث اللاسلكية السن الأزرق

لا تخلو أي مجلة أو مطبوعة متخصصة في تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت هذه الأيام من خبر أو مقالة عن تكنولوجيا السن الأزرق، فلنتعرف سويا على ماهية هذه التكنولوجيا الجديدة واستخداماتها ومستقبلها وطبعا الجوانب الأمنية المرتبطة بها. ماهي هذه التكنولوجيا هي تكنولوجيا تمكنك من ربط أي عدد من الأجهزة الإلكترونية مع بعضها البعض عن طريق موجات الراديو بدلا من الأسلاك أو الكوابل. ولقد كانت هذه الفكرة حبيسة أذهان المهندسين في شركة أريكسون منذ عام 1994، ولم يستطيعوا التوصل إلى تنفيذها على أرض الواقع وذلك لعدة أسباب تقنية واقتصادية، منها: عدم تطور أجهزة الهاتف الجوالة وأجهزة الحاسب اليدوية والمحمولة في ذلك الوقت وعدم انتشارها بين الناس مقارنة بالوقت الحالي، كما أنه لم تكن هناك مصادر خفيفة وجيدة لتزويد هذه التكنولوجيا بالطاقة اللازمة، كما كانت تواجه الشركة عدة مصاعب تقنية لتنفيذ الفكرة مما جعلها تطلب المساعدة في عام 1997 من شركة انتيل العالمية والتي رحبت بالتعاون نظرا لأهمية هذه التكنولوجيا في المستقبل. ولقد تمكنت هاتان الشركتان من الإعلان عن ولادة هذه التكنولوجيا في النصف الثاني من عام 1999 بعد أن تخطوا العقبات الفنية، مما فتح الباب أمام البقية من الشركات للمساهمة في تطوير هذه التكنولوجيا. استخدامات هذه التكنولوجيا أولا: تمكنك هذه التكنولوجيا من ربط وتوصيل أجهزة الاتصالات المختلفة مع بعضها البعض لاسلكيا، فمثلا يمكنك توصيل هاتفك الجوال بهاتفك المنزلي أو جهاز هاتفك الجوال بجهاز آخر بالقرب منك. ثانيا : ربط وتوصيل أجهزة الكمبيوتر مع بعضها البعض لاسلكيا داخل المكتب أو المنزل، أو ربط جهاز الكمبيوتر مع الأجزاء المكملة المختلفة مثل الطابعة والكاميرا الرقمية والقرص الصلب الخارجي، كما تمكنك هذه التكنولوجيا من ربط الأجهزة اليدوية والمتنقلة مع أجهزة الكمبيوتر الرئيسية لنقل وتبادل المعلومات. ثالثا: تمكنك هذه التكنولوجيا من توصيل بقية الأجهزة المنزلية الكهربائية بجهاز الحاسب أو جهاز الهاتف الجوال. كيف تعمل هذه التكنولوجيا كما قلنا سابقا إن هذه التكنولوجيا تمكنك من الربط بين الأجهزة باستخدام موجات الراديو، وهي قادرة الآن على التوصيل في حدود دائرة يبلغ قطرها 10 أمتار، ولكن ستتمكن في القريب العاجل من الوصول إلى حدود 100 متر، وتستخدم هذه التكنولوجيا الجديدة ترددا للموجات يبلغ حوالي 2.5 جيجاهيرتز وهو خارج الترددات المحظورة المخصصة لأجهزة الاتصالات الأمنية وغيرها، ولذلك فإنك لن تحتاج إلى تصريح من الجهات المختصة لاستخدامها. ميزات التكنولوجيا الجديدة تتميز هذه التكنولوجيا بعدة مميزات عن تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، و منها المسافة (طول المدى) الذي تستطيع بها التوصيل بين الأجهزة، وعدم اعتمادها على اتجاه واحد، حيث إن موجات الراديو الخاصة بهذه التكنولوجيا تنتشر بكل الاتجاهات، وتستطيع اختراق الجدران والموانع غير المعدنية بكل سهولة ويسر في حدود دائرة البث. النواحي الأمنية و سلامة نقل المعلومات طبعا قد تتخوف من إمكانية سرقة المعلومات والمكالمات أو تداخل الموجات الخاصة بك مع الموجات الخاصة بشخص آخر بالقرب منك، ولكن تمكن المطورون من حل هذه المشكلة باعتماد أسلوبين للحماية هما: أولا: استخدام تقنية الانتشار الطيفي الرقمي Digital Spread Spectrum Technology وهي استخدام طيف متغير من الترددات اللاسلكية المختلفة، والتي تصل إلى 1600 مرة في الثانية الواحدة بشكل عشوائي، و بذلك لا يمكن فهم هذه الإشارات، كما أن الطريقة التي يتم فيها الاختيار العشوائي لهذه الترددات تختلف من جهاز إلى آخر ومن مستخدم إلى آخر. ثانيا: استخدام التشفير بقوة 128 بت وهي تعمل على تشفير المعلومات والصوت بقوة 128 بت، وكذلك حماية كلمات العبور واسم المستخدم لهذه التكنولوجيا بالتشفير بنفس القوة السابقة ذكرها، وبذلك يكون من الصعب جدا التصنت على المكالمات أو الدخول غير المصرح به للشبكة المتصلة باستخدام هذه التكنولوجيا.