الشباب والسيارات .. بطولات زائفة ومخاطر محدقة

يقضي الشباب أيام الأعياد والعطلات في فرحة وسعادة وسرور، فمن زيارات للأهل والأقرباء، إلى تنزه هنا وهناك، إلى قضاء أوقات لهو ولعب واستعراض للمهارات المختلفة والمتنوعة. إلا أن الملاحظ أن بعض الشباب قد صرف همه في إظهار قدراته أمام أقرانه ببطولات زائفة من خلال الحركات التي يقوم بها بسيارته، ولا يدرك عاقبة ما يفعل بنفسه أو بغيره إذا انفلت زمام عجلة القيادة من بين يديه أثناء هذا الاستعراض البعيد عن العقل والذي تحدق به المخاطر من كل جانب. وقائد السيارة يحتاج إلى الاستجابات الحركية السريعة وإلى قصر زمن الرجوع حتى يستطيع التحكم في وقوف السيارة في الوقت المناسب، أو الانحراف يمينا أو يسارا عند ظهور مثيرات مفاجئة أمامه، كوقوف سيارة بسرعة خاطفة أمام سيارته، أو مرور طفل بدراجة أمام سيارته، أو كهل يعبر الشارع ويمشي ببطء، أو عائق صلب يعترض الطريق، أو غير ذلك من الأشياء التي يجب تفاديها لتلافي حدوث أخطار أو تصادمات، وربما لا هذا ولا ذلك وإنما للسيطرة على السيارة من أن تفلت منه فتصطدم بجدار أو تزل في هاوية فتكون نهايته. إن الإنسان في العادة عند مواجهة الأخطار أو المثيرات المختلفة المفاجئة، يفزع ويخاف ويضطرب، ويختلف الأفراد في انفعالات الخوف اختلافهم في طاقاتهم وقدراتهم المختلفة، وقد يؤدي الفزع الشديد إلى عدم التحكم بسرعة في إيقاف سيارته عند مواجهة خطر داهم، أو لتفادي الاصطدام بسيارة أمامه، أو عابر يعبر الطريق أمام سيارته، بسبب بطء الاستجابة عند مواجهة المثيرات التي تظهر أمامه أثناء قيادته للسيارة، وطول زمن الرجع لديه، وهو الزمن الذي ينقضي بين ظهور المثير والاستجابة، وعدم تقدير المسافات بينه وبين السيارات التي أمامه أو العوائق التي تعترض طريقه، وعدم التركيز في القيادة والتفكير في أمور أخرى أثناء قيادته للسيارة، وعدم تقدير العواقب وعدم الاكتراث بما يدور حوله. هذا بالإضافة إلى أن ابتهاج الشاب بالسرعة الفائقة التي يقود بها الآلة العجماء التي يركبها بمفرده أو مع زملائه وشعوره بالتمييز والتفوق.