رسائل الجوال ثقافة جديدة .. هل نحسن استخدامها؟

لا يشك أحد بأن التقنية العالية التي أحدثت في الجوال، والتي نتج عنها ما يعرف رسائل الجوال، أصبحت شغل الشباب الشاغل بمستوياته المختلفة، ففي إحصائيات عالمية أتضح أن عدد الرسائل التي أرسلت في الربع الأول من عام 2001 بلغت أكثر من 50 مليار رسالة، علما بأن هذا العدد الضخم كان قبل أن تنتشر تلك التقنية، حيث كانت ممنوعة في بعض الدول، وبعد أن أتيح الآن استخدامها في أغلب الدول فإنه هذا العدد ولا شك سيصل إلى أضعاف ذلك، خاصة مع اجتهاد شركات الاتصال العالمية في إحداث المزيد من التقنيات لخدمة لهذه الأمر. رسائل الجوال في المملكة حقائق وأرقام ولو ألقينا نظرة سريعة على الرسائل المرسلة في المملكة العربية السعودية لأدركنا مدى تعلق الشباب بها، فقد ذكر تقرير شركة الاتصالات السعودية أن عدد الرسالة المرسلة في شهر إبريل من عام 2001 قد بلغ 51 مليون رسالة، وهو تقرير قديم، ولا شك أن العدد تزايد بشكل كبير خاصة خلال السنة الأخيرة، ونخلص من ذلك كله إلى أن تلك الخدمة أصبحت هاجس الشباب ومحل اهتمامهم، وإن كان الغالبية منهم لا يستخدمها إلا في أغراض التسلية واللهو والمرح، وربما استخدمت في أمور غير أخلاقية، ولا شك أن رسائل الجوال أحدثت هزة في أوساط المجتمع بشكل عام وفي أوساط الشباب بشكل خاص. نحو استخدام أفضل لرسائل الجوال إن رسائل الجوال ثقافة جديدة فرضت نفسها على المجتمعات بحيث لا يمكن إزاحتها عنها، ولكن المطلوب حاليا هو تهذيب استخدام هذه الخدمة بما يعود على المرسل والمستقبل بالنفع والفائدة. فهل فكر الشباب في استفادة حقيقة من رسائل الجوال وتوظيفها فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة بدلا من أن تضيع أموالهم وتهدر أوقاتهم وتذهب أخلاقهم. ولرسائل الجوال منافع جمة إن المضار الحاصلة من استخدام رسائل الجوال، ومنها الإدمان على الرسائل بحيث تسيطر على عقل ولب الشاب وتلهيه عما هو أهم منها، وكذلك مخالفة بعض تلك الرسائل للشرع المطهر لما فيها من ألفاظ بذيئة ونحو ذلك، واستغراق مجموعها لجزء معلوم من وقت الشاب لإعدادها وإرسالها وتلقيها، وإزعاج الآخرين بالرسائل التي يرسلها بعض ضعاف النفوس لأغراض دنيئة، يقابلها في الحقيقة منافع ومميزات لا توجد في غيرها، وهي مميزات جديرة بأن يستغلها الشاب فيما يعود عليه بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة، ومن تلك المميزات الحرية التي تتيحها الرسالة للمرسل إليه في الرد على الرسالة أو عدمه، وكذلك اختيار الوقت المناسب في الرد عليها، كما أنها وسيلة مهمة للصم والبكم مع استعمال الجوال على الوضع الهزاز، بالإضافة إلى رخص ثمنها مقارنة بالمكالمة العادية، خاصة إذا كانت دولية، مع ما تحمله كل هذه الرسائل من روح المحبة والإخاء بين المتراسلين. الاستخدام الناجح لرسائل الجوال كل هذه المميزات مما يسهل عملية استخدام تلك الرسائل فيما هو نافع ومفيد، كاستخدامها في التذكير بمواعيد اجتماع العائلة، أو التنبيه على الدروس والمحاضرات المعلن عنها، أو التذكير ببعض الأعمال الفاضلة التي قد يغفل عنها الناس بسبب مشاغل الحياة المختلفة، كالتذكير بصيام الاثنين والخميس أو استغلال آخر ساعة من يوم الجمعة للدعاء باعتبار أنها ساعة إجابة، أو إهداء نصيحة سريعة تنفع المرسل والمرسل إليه أو غير ذلك من الأمور الاجتماعية والدينية النافعة التي تعود فائدتها على المرسل والمستقبل لها. ولا ننسى قوله صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئا فكن دالا على الهدى، وسن في الإسلام سنة حسنة يكتب لك أجرها مضاعفا إلى يوم القيامة، ولا تكن قدوة سيئة فتحمل أوزارك وأوزار أناس تسببت في نشر الضلالة بينهم.