الأيام تمر ومأساة اللاجئين الفلسطينيين دون حل!!

?? اسم الكتاب: اللاجئون الفلسطينيون بين العودة والتوطين اسم المؤلف: د. إبراهيم الجندي الناشر: دار الشروق عمان 2002م ?? هذا الكتاب يظهر في وقت مناسب، فإن قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم لا تزال موضوع الساعة واليوم، وهي نقطة ساخنة ونقطة حوار الطرشان - كما يقال- بين العرب وإسرائيل في مباحثات السلام التي تتعثر كثيرا بوجود هذا البند في جدول المناقشات أو المباحثات. وهذا الكتاب يشرح هذه القضية التي طال الأمد والانتظار في حلها، بل إنها تنقلت بهمومها إلى ثلاثة أجيال متتالية من الفلسطينيين، فإن أول أفواج اللاجئين الفلسطينيين بدأ في عام 1948م، حيث خرج مجموعة من الأسر والعوائل الفلسطينية بسبب الإرهاب الصهيوني في زمن الاحتلال الأول، حيث اتبعت قوات الجيش والعصابات الصهيونية وسيلة القتل الجماعي غدرا، لإرهاب العرب الفلسطينيين وطردهم خارج أراضيهم بحثا عن الأمن، ومن ثم إحلال أسر مهاجرين يهود من أوروبا مكان هؤلاء المطرودين. دمع ودم يجد القاري نفسه متألما أمام صور بشعة ومخيفة مما تم لهؤلاء الفلسطينيين من عمليات قتل وتهجير، فهذا الكتاب يقدم تقارير عن أكثر المجازر التي قامت بها عصابات العدو الصهيوني، ومن هذه المجازر ما لم يركز عليه كتاب من قبل، مثل مجازر بلدة الشيخ وحواسة جنوب حيفا حيث هجم ما يزيد عن 200 صهيوني على هذه القرى النائمة وقتلوا أهلها لينشروا الرعب في قلوب الآخرين من أبناء القرى المجاورة . ومذبحة دير ياسين التي يفاخر رئيس وزراء إسرائيل الأول بقوله إنه لولا هذه المذبحة لما قامت دولة إسرائيل، حيث بدأ الرعب في عرب فلسطين، وكان هدفهم هو النجاة بأرواحهم أمام الهجمات الإسرائيلية الهمجية وكانوا فلاحين عزلا وبدون حماية تذكر. ويواصل الكاتب وصفه المؤلم للمجازر، ويذكر أيضا مذبحة ناصر الدين، ومذبحة بيت دارس، ويعدد هذه المجاز التي تتجاوز الخمسين مجزرة راح ضحيتها مئات الفلسطينيين الأبرياء، الذين كل ذنبهم انهم كانوا يسكنون أرض فلسطين منذ مئات السنين إن لم يكن آلافا. أرقام وأرقام يقدم الكتاب إحصائيات عما تم للفلسطينيين من تهجير، ويقول إنه خلال الحرب الأولى عام 48 تم طرد سكان 68 قرية فلسطينية، وأبعد أهلها منها بقوة السلاح الصهيوني. وفي الجولة الثانية للحرب الأولى عام 48 تم طرد سكان 83 قرية فلسطينية، ثم لحق بهم سكان 138 قرية في نهاية عام 1948م . وتقول الإحصائيات العربية إن إجمالي من هاجر من الأراضي الفلسطينية قهرا وخوفا على حياته كانوا تسعمائة ألف لاجئ فلسطيني تفرقوا بين البلدان العربية وبين مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان وغزة. وإسرائيل لا تنكر هذا الوضع، ولكن تقدم رقما أقل من ذلك بكثير، وهو أنها تدعي أنهم لا يتجاوزون 700 ألف فلسطيني. تعريف اللاجئ الفلسطيني يقدم المؤلف تعريف اللاجئ (عموما) حسب منطوق وثائق الأمم المتحدة بوصفه كالتالي: هو كل من وجد نتيجة لأحداث وقعت قبل الأول من يناير 1951م بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد، بسبب آرائه السياسية خارج البلاد التي يحمل جنسيتها، ولا يستطيع أن يوفر حماية ذلك البلد، أو كل من لا جنسية له وهو خارج بلد إقامته السابقة، ولا يستطيع أو لا يرغب بسبب ذلك الخوف من العودة. أما اللاجئ الفلسطيني كما هو مثبت في وثائق الأمم المتحدة فهو الشخص الذي كانت فلسطين محل أقامته المعتاد مدة لا تقل عن سنتين، قبل قيام نزاع 1948 والذي فقد بسببه دياره ومورد رزقه ولجأ في عام 1948 إلى أحد البلدان التي تتواجد فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين. حقوق اللاجئ الفلسطيني في مواثيق الأمم المتحدة نصت المادة الثالثة من قرار الأمم المتحدة رقم 94 في 11 سبتمبر 1948م على التالي وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم عن كل مفقود أو مصاب بضرر . المباحثات تتعثر على الرغم من وضوح قرار الأمم المتحدة، إلا أن قضية حق العودة نقطة خلاف كبير بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فحق العودة ممنوح لكل الفلسطينيين بحكم صادر من الأمم المتحدة، وبتأييد من الولايات المتحدة في الحكومات السابقة، إلا إن الضغط والرفض الإسرائيلي كان هو العقبة، وتقدم إسرائيل مبررات كثيرة للتهرب من هذا الوعد العالمي، بدعوى أن من هاجروا ماتوا، وليس للأجيال التي ولدت خارج فلسطين حق العودة إليها، وتطالب الدول المضيفة لهم بأن تستوعبهم كمواطنين، وترفض استقبالهم وتطلب مبادلة العودة بتعويضات مالية. ويصر الفلسطينيون على العودة لأنها حق مشروع لهم بموجب مواثيق ووعود الأمم المتحدة، ولا تزال هذه المشكلة قائمة. ???