الأشباح تجلب السياح!!

الفكرة العامة عن الأشباح أنها مما يثير الخوف والفزع في القلوب، وعادة ما ترد قصص الأشباح في الروايات الخيالية، وتكون ظاهرة الأشباح وسيلة لإثارة مزيد من الرعب والخوف والتوجس عند القارئ، إلا أن هناك استخداما جديدا لفكرة الأشباح، وبدلا من أنها وسيلة تخويف أصبحت وسيلة ترويج ودعاية لأحد الفنادق في مدينة تسمى مدينة جنوب بوسطن في ولاية فرجينيا إحدى الولايات الأمريكية. المكان مناسب جدا تم ترميم قصور ومساكن الفلاحين في إحدى المزارع القديمة التي بنيت في عام 1842م، والتي كانت مزدهرة إلى منتصف القرن الماضي. يذكر أن هذا المزرعة كانت عامرة بالفلاحين السود، وبأصحابها البيض الذين هجروها بعد أن اختار أصحابها العيش في المدن الكبيرة، لذا تركها أصحابها لأصحاب الاستثمار، الذين رأوا في تحويل الأراضي البور إلى منتجع سياحي. وكان معروفا أن هذه المزرعة تعرض بعض فلاحيها لعمليات قتل من قبل مجهولين، ولم يصل التحقيق إلى نتيجة لمعرفة القتلة، فاشتهرت هذه المزرعة بوجود أشباح فيها، لأن أرواح المجني عليهم لم ترحل عن هذه البقعة، كما تقول الأساطير. وتم ترميم هذه المنتجع ليكون فندقا يوفر جميع احتياجات الزائر، من غرف مريحة ومسبح وملاعب ومطاعم، ولكنه أضيف إليها إضافة فريدة، فالفندق مشهور بوجود أشباح تشارك الزائرين غرفهم، وتتنقل بين طوابق هذا القصر، بكل ارتياح، ويشاهدها الزائرون، الذين يتحدث كل منهم عن رفقته من الأشباح عند اجتماعهم في وقت الإفطار. الحقيقة والخيال على الرغم من شهرة الفندق بوجود الأشباح فيه، إلا أنها ليست من الظواهر اليومية التي يتمتع بها الزائر، فظهور الأشباح ليس له موعد، كما أن مشاهدة الأشباح ليس بالأمر اليسير، ولكن آثارهم وأفعالهم تدل على تواجدهم كما يقول النزلاء. لا يزال سر هذه الأشباح غير معروف، ولو أن هناك إجماعا على وجود أمر خفي في هذا الفندق، فالظواهر التي تدل على وجودهم متوفرة بكثرة، فهناك أنوار تشعل بدون أن يكون أحد فعل ذلك، كما أن اهتزاز الثريات المعلقة بعنف، يدل على فعل فاعل، علما بأن ذلك يحدث في غرفة الطعام ويحدث أمام مجموعة من الناس. كما أن هناك ظاهرة غريبة جدا، وهي وجود روائح إسطبلات الخيل وروث البقر التي يتعرف عليها أكثر النزلاء، وتهب هذه الروائح في بعض الليالي، بدون أن يكون هناك وجود لخيل أو بقر في حرم هذا المنتجع الكبير الذي يغطي مساحة كبيرة من الأرض تقدر بأكثر من كيلو متر مربع. العلم يبحث هذا الفندق كان هدفا للباحثين من العلماء الذين يرغبون في تفسير هذه الظواهر الغريبة التي تحدث في الفندق، وتنسب غالبا إلى الأشباح، لذا قامت عدة دراسات، ومن عدة علماء في النفس وعلماء في الفيزياء والضوء لمعرفة إمكانية تصوير أو تسجيل حركات هذه الأشباح التي تظهر فجأة لأعين الزوار ثم تختفي بلمحة، وكأنها خيال وليست حقيقة. ووضعت كاميرات تصوير في الظلام، ووضعت أجهزة تسجيل خفية في كل مكان بحثا عن دليل على تواجد هذه الأشباح التي تعرف بأفعالها أكثر مما تعرف بأجسامها. تواصلت الدراسات والمحاولات لتصوير هذه الأشباح، وفشلت جميع هذه المحاولات، فكاميرات التصوير لم تلتقط أي صورة، وفي التسجيلات الصوتية لم يظهر أي أثر أو صوت لأحد. والعلماء المشاركون في هذا البحث على اقتناع بأن هذه الظاهرة ليست مفتعلة أو من صنع أحد من عمال الفندق. فقد تعدد الشهود، وكثرت الأدلة المقنعة بعدم إمكانية إرجاع سببها إلى إنسان ما، علما بأن محاولات التفسير العلمي لهذه الظاهرة لا يزال تحت البحث، ولم يخل الفندق من زوار من فئة العلماء والباحثين، بحثا عن اكتشاف المجهول أو تفسيره بما يقبله الجميع، ويرون في هذا الفندق فرصة علمية مناسبة لدراسة هذه الظاهرة التي يكثر الحديث عنها، وتقل المعلومات فيها. هل ينعدم الخوف؟ في محاولة لتفسير الإقبال على السكن في هذا الفندق، يقول بعض منهم إن السبب الذي دعاه إلى زيارة الفندق والسكن فيه هو عدم تصديقه بما يقال، ويريد أن يرى بأم عينه، ولو أنه يقول إن الحظ لم يسعده بملاحظة أو مقابلة أحد من هذه الأشباح، وكأنه يقول إنها لا تظهر إلا لمن يخاف منها. ويرى بعضهم أنه يمكن تفسير هذا الإقبال الشديد على هذا المنتجع الريفي بأن البعض يذهب ولديهم الرغبة في معرفة المجهول، أو العيش في مغامرة مثيرة وآمنة في الوقت نفسه، فلم يعرف عن هذه الأشباح أنها تعرضت لأحد بالسوء، لذا فإن حب تجربة العيش مع الأشباح هي الدافع للكثير من زوار هذا الفندق العجيب. ???