سرير وفطير في غرفة فرنسية!!

تختلف أهداف السياح باختلاف شخصياتهم وتجاربهم وأعمارهم، فهناك من يطلب المتعة في المدينة ولياليها الصاخبة، ومنهم من يبحث عن المتاحف ودور الفنون، وتكون هي مقصده واتجاهه في سفراته، وهناك من يبحث عن البحر وشواطئه، فحيث يوجد الماء، يجد بعض السياح بغيتهم. ولكن هناك ظاهرة توسعت في السنوات الأخيرة على الرغم من توفرها سابقا، وهي الاندماج بالطبيعة والعيش فيها ببساطتها وجمالها، فقامت سياحة بدأت تتوسع في المدن الأوربية وخاصة في المدن الصغيرة والقرى، وهي تخصيص غرفة أو غرفتين من مسكن الفلاحين لاستقبال الزوار السائحين، الذين يمرون على بلدتهم بحثا عن الطبيعة الجميلة، أو رغبة في العيش ببساطة حياة الفلاحين. ظاهرة أوربية: هذه الظاهرة بدأت في دول أوربا الشرقية، بحثا عن مصادر رزق للفلاحين الفقراء في تلك البلاد، وانتقلت إلى إيطاليا ولكن بتحسين كبير، حيث كانت تقدم هذه السياحة في القصور والقلاع القديمة المتناثرة في الريف الإيطالي، وانتشرت هذه الموضة ليتحول الريف إلى مزار سياحي، وأصبحت من المظاهر السياحية المطلوبة، بل أصبحت كل الدول الأوربية تعنى بهذا النشاط السياحي الهام الذي يساعد الفلاحين على زيادة دخلهم، وتعريف الآخرين بمستوى الحياة للشعوب الغربية. فرنسا أكثر نشاطا: قامت حملة دعاية فرنسية لتنشيط السياحة إلى القرى الفرنسية، ونالت هذه الدعاية تجاوبا كبيرا من الفرنسيين الذين يفخرون بثلاثة أمور وهي: نظافة مساكنهم، فهم يفخرون ويتباهون بذلك، كما أنهم يتفاخرون بأطعمتهم المميزة، كما انهم يتباهون بأعمالهم ونجاحهم في مزارعهم والعناية بها وبحيواناتهم. لذا فإن الاستجابة لنداء برامج الاشتراك في استضافة السائحين العابرين للريف والقرى الفرنسية كانت كبيرة وناجحة. وقد حصلت شركات ومكاتب السياحة على ما مجموعة 25000 غرفة متوفرة تبحث عن السائح. والراغبون في الاشتراك يتزايدون كما تقول النشرة، وأصدرت هذه المكاتب السياحة دليل الغرف في الريف الفرنسي وهي متوفرة على صفحات الإنترنت على عنوان www.gites_de_france.fr أنواع الغرف: جميع الغرف المشاركة في هذا البرنامج تعتبر غرفا صحية ونظيفة، وسيجد فيها السائح الراحة والترحيب، ولكن هنالك تصنيفا للغرف، وقد وضع على أربع مستويات، ومنح كل مستوى سنبلة، لذا فإن الغرفة التي بجانبها سنبلة واحدة يعني أن حمامها خارج الغرفة، وإذا كان هناك سنبلتان فإن الغرفة تحتوي على حمام، ولكن بدون دش (ويمكن الاستحمام ولكن ليس في الغرفة المستأجرة)، وإذا كان هناك ثلاث سنابل، فإن الغرفة تحتوي على جميع متطلبات السائح الأساسية، وقد تكون بدون تلفزيون أو بدون تلفون خاص. أما السنابل الأربعة فإن ذلك يعني أن جميع ما يحتاجه السائح متوفر لديه أو يمكن توفيره له حسب طلبه. وقد يجد السائح نفسه في غرفة من العصور الوسطى بناء وترتيبا، وقد يجد غرفته تطل على بركة سباحة، وقد يجد أن غرفته هي كوخ جميل بين حقول الأزهار، فجميع الغرف تقدم للسائح البهجة والجديد، وجميعها نظيفة ومريحة للسكن فيها. سرير وفطير: تتميز الخدمات في هذه الغرف بأنها دائما تحتوي على وجبة واحدة على الأقل، فهي تحت مسمى نوم وإفطار، أو كما يقال (سرير وفطير) وهذا يعني أن الغرفة هي للنوم المريح، ويقدم الإفطار مع خدمة توفير السرير المريح. وهذه الخدمة هي أقل تكلفة من غيرها، وقد تنخفض التكلفة في بعض الأماكن لتكون في حدود 30 دولارا لليلة مع الإفطار، وقد تصل إلى 90 دولارا مع الإفطار والعشاء الذي يتميز عادة بأنه تكريم وتفاخر وترحيب بالضيف الغالي. فالإفطار يكون عادة من خبز المنطقة أو البيت، مع مربيات من صنع المزرعة أو البيت مع القهوة والحليب الذي يكون غالبا طازجا، فاغلب المزارع الفرنسية يتوفر فيها الحليب يوميا من البقر أو الأغنام المتوفرة في المزارع. جولة بأقل التكاليف!! ينصح عادة بأن يقرر السائح خط تنقلاته، أو أن يحدد رغبته في أي القطاعات في القرى الفرنسية يرغب قضاء إجازته مع الطبيعة والبساطة، فهناك ترحيب حار به، وهناك غرف متوفرة له ولعائلته بأي مكان في فرنسا. وينصح أيضا بأن يستخدم السائح القطارات في فرنسا فهي دقيقة وجميلة، وركوبها يعتبر أيضا من برنامج السياحة التي يجب تجربته، والقطارات تتنقل بين المدن والقرى الفرنسية بجداول ومواعيد معروفة مسبقا. وفي محطة القطار سيجد مضيفه يستقبله، ويأخذه إلى منزله أو إلى مزرعته ليقضي يومه في المزارع أو في أسواق القرية أو مصانعها، ويعود إلى البيت منهكا ليتناول العشاء عند مضيفه الذي يقضي بعضا من الوقت مع ضيوفه سواء للحديث أو للترحيب بهم. نجاح كبير: تقول الإحصائيات إن هذا النوع من السياحة يلاقي النجاح الكبير والإقبال عليه من جميع السائحين، ويفضله السياح الأمريكان والبريطانيون، فهم أكثر الفئات تفضيلا لهذا النوع من السياحة، وقد يكون السبب هو الرغبة في البعد عن الصخب الذي يعيشه الأمريكان والبريطانيون في مدنهم الكبيرة. ???