إشعاعات جديدة وعصرية من بعض آيات القران الكريم!!

?? اسم الكتاب: على بوابة الوحي اسم المؤلف: د. عائض القرني الناشر: مكتبة العبيكان : الرياض 2002م ?? كل مسلم قرأ القران أو بعضا منه، قد يعرف ماذا تعني له بعض الآيات، وقد يبحث لها عن تفاسير ويجد بعضا من المعرفة التي يبحث عنها، وقد لا يقتنع بما يقرأ من تفاسير لبعض مفردات أو آيات القران الكريم. وكل قارئ للقران يفهم شيئا منه، وبعضهم يمعن النظر والتفكير في بعض الآيات ويجد فيها ما لم يره غيره، وهذه نعمة من الله تعالي يهبها لمن يتدبر القران، وقد وعد الله بذلك فهو يقول ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر. نظرات جديدة: وهذا الكتاب هو من النظرات التي يجدها بعض من نور الله قلوبهم بنور الإيمان، ويجدون في بعض آياته رسائل أو معاني أو فكرة لم تخطر ببال غيرهم، فالعقول والنظرات تختلف بالتنشئة والبيئة والعلم والذكاء. لذا فإن القران الكريم هو رسالة السماء لأهل الأرض يرون فيها نورا لحياتهم بأي ظرف وزمان كان، وهذه هي إحدى معجزات القران الكريم. يقول المؤلف: والناس كل له مذهب في قراءته ومطالعته؛ فما يعجب هذا لا يعجب ذاك؛ لأنه قد علم كل أناس مشربهم، ثم إنهم لا يصبرون على طعام واحد، ولا يدومون على حال واحدة، فمهما كتب كاتب من القرآن وجد لما كتبه محبين ومعجبين، وقد استعنت بالله في كتابة ما أستطيعه من معان تظهر لي عند تلاوة كتابة .... وجانبت الفنون التي ذكرها المفسرون في تفاسيرهم كالمسائل اللغوية والنحوية وفروع الفقه... حاولت التسهيل والتقريب مع ربط أحوال الناس بالقرآن في كل أحوالهم وفي شؤون حياتهم، وربما بسطت الكلام عن الآية كمعان ظهرت لي لا يجمل إغفالها. وما علمناه الشعر وما ينبغي له يبدأ كتابه بهذا الموضوع، ومن هنا يجد القارئ توضيحا كاملا لما سبق أن قاله المؤلف عن نظراته الجديدة، فالمؤلف يناقش فكرة المقارنة بين الشعر والقرآن، ولماذا هناك تباعد بينهما، يقول المؤلف: لم يكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شاعرا؛ لأن الشعر لا ينبني على الحقائق، ولا يقوم على البرهان، فالشعر مزيج من الخيال والهيام والغرام والوله والكذب والزيف، وصان الله رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك. وما ينبغي لمحمد أن يقول الشعر، فما جاء لتسلية الناس ولا لمدح الملوك، ووصف الديار والبكاء على الآثار، بل أتى بنفسي هو- لغسل الضمير من أوضاع الشرك، وتطهير الروح من دنس الوثنية، وعمارة الكون بالإيمان... إن مع محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أجمل من الشعر، وأبهى من الأدب، وأحسن من الحسن، ألا وهو هذا الكتاب الباهر المعجز الذي أسكت الشعراء وأفحم الأدباء، وأذهل العلماء، وحير العرب العرباء.. ويل للمطففين: نجد أن تفسير هذه الآية ينصب على التجار وعلى البائعين الذين يتلاعبون في الموازين المعروفة بأثقالها، ولكن المؤلف يتوسع في الرؤية ويشمل بها الذين لا يعدلون ولا يعجبهم إلا ما يكون في صالحهم، أو ما يعطيهم الزيادة عن غيرهم. يقول المؤلف: المطففون صنف من الناس يستوفون حقوقهم من الناس ولا يوفون الناس مالهم بل يبخسونهم، فحقوقهم على الناس وافية كاملة، وحقوق الناس عليهم ناقصة، إن كان الحكم لهم رضوا وقبلوا، وإن كان عليهم نفروا وأعرضوا، لهم مكيالان في الأحكام والاقضية والحقوق، فهم ومن أحبوه محقون دائما، مبرؤون دائما، أعراضهم محمية، وأشياؤهم محفوظة، وأموالهم محصنة، وسواهم مبطلون، متهمون، لا حق لهم ولا حفظ ولا رعاية. ويواصل رؤيته للمعاني الخفية في هذه الآيات الكريمة ويقول: إن اخطأ أحدهم (المطففون) فهو مأجور، وذنبه مغفور، وسعيه مشكور، وإن أصاب من خالفهم فهو مأزور لا معذور، الورد في بستان من أبغضوه شوك، والحنظل في حديقة من أحبوه ياسمين، أن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين، وإن يكن عليهم يتولوا عنه معرضين، يحكمون لأنفسهم قبل سماع الدعوى وعرض الحجة، ويحكمون على من سواهم قبل قيام البينة وحضور الشهود، حبيبهم إذا اخطأ قالوا: التمس لأخيك عذرا، وعدوهم إن أصاب قالوا لن نستطيع عليه صبرا..) كتاب يستحق القراءة: على الرغم من أن الكاتب يقول: إن هذا الكتاب يثير العاطفة، ويستثير الهمة، إلا أنه قدم أمرا آخر بجانب العاطفة، فقد قدم رؤى مستنيرة فيها الكثير من الفكر العميق الذي يتغلب على العاطفة أمام قوة الحجة وبيان البرهان، فالأفكار الواردة عن 63 آية أو مجموعة من الآيات هي أفكار جديدة يراها المؤلف حينما قرأ القران وتدبره، فرؤيته في الآية الكريمة في قوله تعالى ويل لكل همزة لمزة جعل مفهومها مفهوما عصريا، وتحدث عن أولئك الذين يتصيدون ويقتنصون العيوب، والذين يفرحون ويشمتون بالزلات والسقطات ويتخذون منها مادة تلوكها الألسن بحثا عن إثارة الغبار وذر الرماد. إن هذا الكتاب هو درس ديني ومفهوم جديد للنظر إلى آيات القرآن الكريم لفهم المغازي الخفية، وإعادة النظر في مفاهيم سابقة انتهت، وذكر معاني تنطبق على أحداث حالية، كما رآها المؤلف في نظرته لسورة المطففين. ???