عربات الاندفاع السريع ليست للجميع!!

تحذير صحي من ركوب عربات الاندفاع السريع في مدن الملاهي. تهتم أماكن السياحة العائلية، ومدن الملاهي بوجود عربات الانطلاق السريع، وعربات السقوط المفاجئ، وهذه الألعاب محببة للكثير من الشباب لما فيها من روح المغامرة ومن روح التحدي، فالبعض يخشى ركوبها، لأنها مخيفة بسرعتها، أو عدم الشعور بالأمان فيها، لذا فإن الصغار يقبلون عليها في كثير من الأحيان رغبة منهم في التحدي وإثبات الذات أكثر منها بحثا عن المتعة والترفيه. تقنية مطورة: منذ عشر سنوات لم تكن صناعة هذه العربات السريعة وصلت إلى ما وصلت إليه حاليا بهذا التطور الصناعي والتقني الحديث، فقد كان أعلى عربة تدحرج سريعة ترتفع إلى 70 مترا، والآن وصل الارتفاع إلى ما يزيد عن 140 مترا، وكانت عمليات التدحرج تتم باستخدام قوانين الطبيعة في الجاذبية، أما الآن فإن بعضا من هذه العربات تستخدم النفاثات والصواريخ للانطلاق، فهي تنطلق بسرعة 70 ميلا في زمن أقل من أربع ثوان، وذلك زيادة في الإثارة. وتلاقي هذه العربات إقبالا كبيرا، وقد لا يخلو ملهى صيفي من وجود هذه العربات، بل إن هناك تطورا كبيرا في تجهيزها، وتنويع تدفق الرعب فيها. فهذه العربات تعتمد على ميكانيكية خاصة تعطي الأمان، ولكنها لا تضمن السلامة الصحية والجسمية، فتنزل العربة من ذلك العلو وكأنها كتلة حديد ساقطة بما فيها من ركاب. وبعضها يدور في حلقات حلزونية بسرعة شديدة، يتقلب فيها جسم الراكب رأسا على عقب عدة مرات في لحظات سريعة. إحصائيات مخيفة: بتطور هذه العربات ظهرت مشاكل مصاحبة لها، فقد نشرت جريدة نيويورك تايمز في شهر يونيو لعام 2002م إحصائية عن الحوادث التي سجلت نتيجة استخدام هذه العربات في مدن الملاهي من عام 1996 إلى عام 2000 فبلغت 10.580 حالة إصابة بعضها كان بسيطا مثل فقدان التوازن وبعضها كان مخيفا أدى إلى الدخول للمستشفى. وتذكر الجريدة قصصا مخيفة عن حوادث أدت إلى إصابات بالغة في الدماغ، أي أن الإصابة غير مرئية، فقد تعرضت إحدى الراكبات إلى دوخة بسيطة، وعند عودتها للمنزل صاحبها صداع، واستمر معها الصداع، وبالكشف عليها تبين أن هناك ارتجاج في المخ نتيجة التقلب السريع في عربة التسارع المخيفة. وتقول الجريدة إنها ليست المصابة الوحيدة بل إن هناك 58 حالة مشابهة نتيجة ركوب هذه الألعاب المثيرة. ماذا يقول العلم: تقول الدراسات إن التسارع الشديد والتوقف المفاجئ قد يسببان تمزق الشرايين الدموية الرفيعة في الدماغ عند بعض الناس. وفي أبحاث الجيش الأمريكي وبحوث السرعة في ناسا (مؤسسة الفضاء الأمريكية) ، تبين أن السرعة التي يمكن أن يتحمل الإنسان تغيراتها المفاجئة هي سرعة ضعيفة جدا، لذا فإن ما تقدمه هذه المركبات يمثل تحديا لقدرة الإنسان وطبيعته بنحو ستة مرات، بل إن بعضا من هذه المركبات تفوق في سرعة انطلاقها سرعة انطلاق المكوك الفضائي، وهنا يكمن الخطر، فركاب المكوك الفضائي لديهم التدريب الطويل والملابس الحافظة للضغط والجاذبية، وفي هذه المركبات نجد أن الجميع يفتقد أولويات السلامة والحذر. لذا فإن الخطر قائم لمجموعة كبيرة كلما زادت السرعة عما منحت الفطرة الإلهية للإنسان من إمكانيات وقائية لصحته. نصائح قبل المغامرة: لا ينصح الخبراء والأطباء بالمغامرة بركوب هذه المركبات المرعبة، لأن أخطارها الصحية كبيرة جدا، وقد تؤثر في الذاكرة والدماغ بدون أن يشعر الراكب بأنه تعرض لمشكلة، فآثارها تظهر على مدى بعيد، قد لا يشعر بها في حينه. وينصحون المرأة الحامل بعدم ركوب هذه العربات لما فيها من أخطار عليها وعلى الجنين. كما أنهم يطلبون منع الصغار تحت سن الرابعة عشر من المغامرة وركوبها، لأنها قد تسبب لهم شرخا في أوعية الدماغ بدون علم مبكر، وينصحون بعدم تعريض مستقبل حياتهم الدراسية والعملية لنزوة تحد قد لا تمتد أكثر من عشرين ثانية. وتظهر الإحصائيات أن صغار السن هم أكثر الناس عرضة للإصابات من هذه العربات، وأكثر من تظهر عليهم أعراض ما بعد المغامرة، فبعضهم يصاب بالاستفراغ، وبعضهم يصاب بفترة عدم القدرة على المشي باتزان، وبعضهم يحتاج إلى فترة راحة لتجميع شتات فكرة ولتعود إليه مقدرته على التفكير والتركيز. ???