الشباب وهاجس التوظيف

في ظل الأوضاع المالية الصعبة لكثير من الشباب، خاصة في مراحل الدراسة الثانوية والجامعية حيث تزداد الالتزامات وتقل المخصصات، فإنه بات من الضرورة بمكان نشوء جيل جديد من الشباب أكثر وعيا وإدراكا لمتطلبات سوق العمل واحتياجاته للحد من البطالة والتفنن في أساليب تسويق الخبرات والكفاءات، حيث تفشل العديد من القنوات التي تنشئها بعض الدول في إيجاد آليات كفيلة بتوفير فرص العمل للشباب، وعند مراجعة واقع كثير من الشباب في بعض دول العالم، حيث اعتاد الطلاب وغيرهم من ذوي الأعمال ذات الدخل المتدني العمل جزئيا في الشركات والمؤسسات بل والمطاعم، يذكر أن كثيرا من الطلاب العرب أثناء دراستهم في الخارج يحصلون على قوت يومهم من العمل على غسل الأطباق أو ممارسة عمل النادل إلى جانب دراستهم أو أعمالهم الأخرى. لذلك فإن الشاب مطالب بتغيير نظرته حول الوظائف، والتكيف على ماتمليه حاجات السوق ليتوافق توجهه مع التغيرات المحلية ولتحسين مستوى الأداء والإنتاجية، ولكي يتحقق ذلك الأمر لابد من تبني المرونة في ممارسات العمل، والتي قد تشمل (العمل الجزئي، المشاركة في أداء العمل، مرونة في ساعات العمل ونوعية العمل ومكان العمل، المرونة في عقود العمل، المرونة في الرتب والمكافآت) وقد أثبتت تجارب العديد من دول العالم المتقدم أن تطبيق المرونة في ممارسات العمل آخذ في التزايد خلال فترة التسعينيات ميلادية، وحقق فوائد اقتصادية واجتماعية، ليس فقط لأن المرونة في ممارسات العمل تحسن الأداء والإنتاجية، ولكن ينظر لها بشكل متزايد كوسيلة لخفض مستوى البطالة، وكأداة للتوفيق بين احتياجات العمل والحياة العائلية. وفي الجملة فإن أو ضاع العمل المتأزمة تستدعي وجود شباب يتسلح بروح المبادرات والأفكار، سواء فيما يتعلق باختيار التخصصات المناسبة، أو فيما يتعلق بإنشاء مشاريع تجارية شخصية بمشاركة عدة أطراف تساعد في دفع عجلة التقدم التنموي إلى الأمام.