ملكة البحر الجديدة.. الحجز يسبق البناء

في أول شهر يوليه من عام 2002م ضرب أول مسمار في هيكل السفينة السياحية القادمة كوين ماري الثانية، وأعلن أيضا عن فتح باب قبول الحجز لمن يرغب في المشاركة في الرحلة الأولى، والتي ستكون في الثاني عشر من شهر يناير عام 2004م، وخط الرحلة هو من ميناء الصنع في مدينة سوث هامبتن البريطانية إلى ميناء فورت لدرديل في فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أعطت الشركة المالكة لهذه السفينة الأولوية في الحجز لمن سبق أن ركب على السفينة الأولى، وهي السفينة المسماة الملكة اليزابيث الثانية تيمنا باسم ملكة بريطانيا، والتي لا تزال تحكم التاج البريطاني. ولم يخب ظن الإدارة بعملائها السابقين، فقد بلغت الحجوزات في الأسبوع الأول بمبلغ 5 ملايين دولار، وفي نهاية الأسبوع الثاني كان عدد الحاجزين أكثر من 4000 مسافر على الرحلات التي ستبدأ بعد أكثر من 18 شهرا. وتبدأ قيمة استئجار الغرفة المشتركة 1300 دولارا للشخص الواحد، في هذه الرحلة المحدودة بأربعة أيام في عباب البحر، وهذا المبلغ هو لرحلة واحدة، أي لا يشمل العودة، وعلى الراغب في العودة أن يعرف مسبقا أنها لا تعود إلى مكان الانطلاق إلا بعد أشهر من مغادرتها، حيث إنها تمر على عدة موانئ، وتعتبر الرحلة قد بلغت نهايتها حال وصول الباخرة إلى ميناء الوصول. فكرة تجارية ناجحة: رغبت الشركة في تكريم الباخرة الحالية بتقديم اعتراف بجميلها، فجعلت الحجز في السفينة الجديدة موقوفا على من يحجز على رحلة من رحلات السفينة القديمة خلال فترة عمرها الباقي وهو 20 شهرا فقط، حيث إنها ستقوم برحلتها الأخيرة قبل إحالتها للتقاعد في شهر أبريل 2004م . وهذا جعل المسافرين يتصارعون على الحجز في رحلات هذه الباخرة العجوز بحثا عن مقعد على الباخرة الشابة، والتي يتسابق الجميع ليكونوا من الفوج الأول من ركابها. علما بأن الحجوزات على الرحلة الأخيرة للسفينة القديمة فاقت عدد الأماكن المسموح بها، وترفض الإدارة بعض الحجوزات التي وصلتها مؤخرا. وليس أمام البقية سوى الحجز في الرحلات غير الموسمية أو غير الخاصة. مواصفات قيادية: هذه السفينة الجديدة، والتي ستحل محل سفينة معروفة بفخامتها وعظمتها وكونها ملكية بكل المواصفات، من اسمها الذي تحمله إلى الخدمة فيها إلى السفر عليها، ستكون أكثر جمالا وأحدث في كل المواصفات العصرية. فهي ستكون أكبر باخرة ركاب سياحية تم بناؤها حتى الآن، فطولها يبلغ ثلاثمائة متر، وتفوق في حجمها جميع السفن العاملة حاليا. وستتسع 2620 راكبا في غرفها المتنوعة من أجنحة ملكية مساحتها تزيد عن 200 متر مربع، إلى غرف خاصة لا تزيد مساحتها عن 20 مترا مربعا. كما أنها ستكون أسرع سفينة ركاب حيث تبلغ سرعتها 35 ميلا في الساعة، وتقطع المحيط الأطلسي بين أوروبا وأمريكا في ستة أيام، بدلا من الأيام الثمانية التي تحتاجها سفن الزمن الحاضر لقطع المسافة نفسها. وتبلغ تكلفة بناء هذه السفينة 800 مليون دولار. الاستعدادات والإعداد. ستكون هناك مطاعم خاصة على ظهر هذه السفينة الجديدة، ففي السابق كانت المطاعم تحت إدارة واحدة في السفينة، ولكن في هذه السلالة الجديدة اختلف الوضع، فهناك مجموعة من المطاعم، وبدأت هذه المطاعم تعد أطباقها الشهية والتي ستكون خاصة بركاب السفينة، ولا تقدم لغيرهم من سكان اليابسة. كما أن برامج الترفيه الأخرى مثل النشاط الرياضي والتدليك الصحي نالت أدارته شركة كانيون رانش للمنتجعات الصحية الشهيرة. تفاؤل محدود: على الرغم من الإقبال الشديد على الحجز، إلا أن خبراء السفر والسياحة يشككون في استمرار هذا الإقبال، ويقولون إن لكل جديد طعما واستحسانا وقبولا من الجميع، ولكن بعد مرور عامين فإن هذه الباخرة ستفقد رونقها وحدة الإقبال عليها، وذلك لأن السفن القديمة تقدم أسعارا أكثر قبولا لدى الركاب. كما يشككون في أن تستطيع هذه السفينة من أن تحقق أية أرباح، فتكلفتها الغالية تضطر أصحابها على رفع أسعار التذاكر، وهذا بذاته سيصرف الركاب عن استخدامها إلى السفن الأخرى، والتي لا تقل فخامة عنها، ولو أنها قديمة. وتقول الإحصائيات إن ركاب البحر إلى انخفاض بسبب انخفاض سعر الرحلات الجوية، ولن تتمكن هذه الباخرة من المنافسة إلا بتخفيض الأسعار، وهذا أمر مشكوك فيه في السنوات الأولى من عمر هذه الباخرة . التقاعد مصير الباخرة اليزابيث الثانية: ستحال الباخرة القديمة، والتي ستحل الباخرة الجديدة محلها، إلى التقاعد عن الخدمة في الخطوط الطويلة، وقد بلغت من العمر 35 عاما، وأصبحت تكاليف الصيانة أمرا مكلفا للشركة. وهناك فكرة بأن تستخدم في نقل الركاب على الرحلات القصيرة على شواطئ أوروبا، أو تحويلها إلى متحف عائم مع تشكيلة من المطاعم الفخمة، وبرامج ترفيه مناسبة لإقامة الحفلات، والمآدب الهامة للأغنياء.. ???