بين الشيب والشباب!!

قال أبو عمرو بن العلاء: ما بكت العرب شيئا كما بكت الشباب، وما بلغت به ما يستحقه. وقال الأصمعي: أحسن أنماط الشعر المراثي والبكاء على الشباب. وقال عبد الله عباس: الدنيا العافية، والشباب الصحة وقال محمود الوراق: أليس عجيبا بأن الفتى يصاب ببعض الذي في يديه فمن بين باك له موجع وبين معز مغذ إليه ويسلبه الشيب شرخ الشباب فليس يعزيه خلق عليه ولابن المعتز: جاء المشيب فما تعست به ومضى الشباب فما بكاني عليه وقال جرير: ولى الشباب حميدة أيامه لو كان ذلك يشترى أو يرجع وقال عبيد بن الأبرص: هيج الشوق لي معارف منها حين حل المشيب دار الشباب وقال عنترة بن شداد: قولا لقيس والربيع بأنني خط المشيب على شبابي ما علا وقال الإمام علي بن أبي طالب: فأهلا وسهلا بضيف نزل واستودع الله إلفا رحل تولى الشباب كأن لم يكن وحل المشيب كأن لم يزل فأما المشيب فصبح بدا وأما الشباب فبدر أفل سقى الله ذاك وهذا معا فنعم المولى ونعم البدل وقال عبد الله بن المبارك: إبإذن نزلت بي يا مشيب أي عيش- وقد نزلت- يطيب وكفى الشيب واعظا غير أني آمل العيش والممات قريب كم أنادي الشباب إذ بان مني ونداي موليا ما يجيب وقال مروان بن أبي حفصة: أمسى المشيب من الشباب بديلا ضيفا أقام فما يريد رحيلا والشيب إذ طرد السواد بياضه كالصبح أحدث للظلام أفولا وقال أبو الشيص الخزاعي: حسر المشيب قناعه عن رأسه فرمينه بالصد والإعراض اثنان لا تصبو النساء إليهما ذو شيبة ومخالف الإنقاض وقال أبو العتاهية: بكيت على الشباب بدمع عيني فلم يغن البكاء ولا النحيب فيا أسفا أسفت على شباب نعاه الشيب والرأس الخضيب فيا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب وقال دعبل الخزاعي: لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى قد كان يضحك في شبيبته وأتى المشيب فقلما ضحكا وقال ابن الرومي: شاب رأسي ولات حين مشيب وعجيب الزمان غير عجيب فاجعلي موضع التعجب من شيبي عجبا بفرعك الغريب قد يشيب الفتى وليس عجيبا أن يرى النور في القضيب الرطيب